مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

أنا هذا الرجل .. شعر عبد الباسط عثمان /الغردقة

2024-10-09 02:11 AM - 
أنا هذا الرجل .. شعر عبد الباسط عثمان /الغردقة
عبد الباسط عثمان
منبر

أنا الفوضوى 
الكافر بكل لغات الإنضباط  
أحيا بوجه واحد بلا هدف 
لكنى كثيرا ما أشفق 
على أصحاب الأهداف 
فهم يحتاجون لوجوه كثيرة ،
لخوض معارك أكثر ،
للوصول لتلك الأهداف. 
متى سيعيش هؤلاء  ؟
*
أعشق الليل كعشقى لحبيبتى 
وكيف لا وهى بليلى لا تفارقنى  
لا يعنينى متى أنام 
فأنا والليل خلان 
ولا يقلقنى متى سأستيقظ 
فأنا لم أذهب للديوان 
كرهى للروتين باعد بينى والوظائف  
لا أقتنى منبها 
وأكره بشدة الساعات 
لم أستعجل الغد مطلقا 
فحتما سيأتى 
ولم أقدم عقارب الساعة طيلة حياتى 
سوى مرة واحدة
فى ليلة حالكة الظلام 
شديدة المطر والبرودة 
أثناء تأدية عملى
ساعدنى فى رؤية عقاربها 
ضوء سيجارتى المشتعلة 
لأنهى -كذبا - ورديتى 
واوقظ زميلى "فؤاد" 
والذى لم يكن – من حسن حظى –
 يرتدى ساعة 
وهذه كانت آخر ليلة لى مع الساعة 
فلم أرتديها إلا قليلا 
فى بعض المناسبات 
*
مصاب أنا بفوبيا الأماكن المغلقة  
لا أغلق نافذة أو زجاج سيارة. 
عيناى مرتبطتان بالسماء دائما 
وكأن بينهما عشق خفى 
لا أخشى الموت ،
فأنا أحسن الظن بخالقى 
فما الذى يزيده  - سبحانه – 
من عذاب ضعيف مثلى 
شهد له بالوحدانية؟
لكن ما أخشاه هو إغلاق القبر 
فأنا شخص يشعر بالإختناق ،
لمجرد إغلاق نافذة. 
كثيرا  ما تمنيت لو توجد قبور مفتوحة ،
تنظر للسماء! 
لكن شىئ ما يحد من خوفى ،
من منا يجزم أن نهايته ستكون بقبر؟ 
*
للعالم ديمغرافية ولى ديمغرافية خاصة ، 
أحترم ديمغرافيتة.
فأنا من أشد المؤمنين بنظرية 
"العقد الإجتماعى لجان جاك رسو " 
لابد أن يستقطع جزء من حرية الشخص 
مقابل حرية الآخرين. 
فأنا أحترم إشارة المرور. 
أحترم المجيء فى الميعاد ،
لاحترام شخص الموعد لا الوقت! 
أحترم الطابور إن كان دون إستثناء. 
أقدم ذوى الاحتياجات الخاصة عن نفسى ،
فهذا حقهم. 
أكره الباعة محتلى أرصفة المشاه 
أحاول إنتقاء ملابسى حتى لا ألوث نظر الآخرين 
أحب القانون الإنسانى كثيرا ،
فهو منزه عن العيوب والثغرات 
لكنى سأبقى كما أنا 
للعالم ديمغرافيتة ،
ولى وحدى ديمغرافية! 
سأبقى الفوضوى الذى لا يستعجل غدا

مساحة إعلانية