مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

عالم السياسة

تحليل إخباري: روسيا تلعب سياسة وحرب ضد أمريكا وفرنسا.. والمسرح إفريقيا والعرض انقلابات

2023-08-31 15:47:39 - 
تحليل إخباري: روسيا تلعب سياسة وحرب ضد أمريكا وفرنسا.. والمسرح إفريقيا والعرض انقلابات
روسيا وإفريقيا
منبر

اتخذت الصراعات الدولية مسارات مختلفة خلال الفترة الأخيرة، لكن بقيت بعض القوى على فلسفة الصراعات القديمة، وتتلخص الصراعات القديمة في الحروب المباشرة التي لا تُخفي دوافعها، لكن المؤامرات عادت مرة أخرى بالانقلابات والمؤامرات ضد الديكتاتوريات القديمة، أو رغبة بعض القوى في القضاء على أي محاولة ديمقراطية في دول العالم الثالث.

خلال العام الأخير –وربما يزيد قليلًا رأينا صراعات مختلفة، إذ كادت روسيا أن تشعل حربًا عالمية ثالثة بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غزو أوكرانيا على إثر محاولتها الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما أشعل الغضب العالمي، لكن رفضت الولايات المتحدة الأمريكية الدخول في حرب مباشرة وفضلت تقديم الدعم العسكري واللوجيستي لكييف.

وأيدت بعض الدول موسكو باعتبارها محاولة لضبط ميزان السياسة العالمية بأن يكون هناك قوتين شرقية وأخرى غربية في العالم، وحتى لا تصبح واشنطن هي القطب الأوحد في العالم.

على إثر هذه السياسة وعدم تضرر موسكو –كما كان يتوقع البعض- من شن هذه الحرب المفاجأة، بل وبعدها استهداف روسيا لقائد قوات فاجنر المنقلب على بوتين، جعل هناك استسهال لعمليات اللعب العسكري في السياسة.

المثير أن كل من يعرف ألف وباء في السياسة يُدرك يقينًا أن موسكو قتلت بريجوجين قائد فاجنر وهي التي استهدفته في طائرته، لكن موسكو نفت رسميًا علاقتها بمقتله بل ونعته أيضًا وهو سيناريو اغتيال معروف عن الشرق بصفة عامة.

اغتيال قائد فاجنر هنا، يمكن النظر إليه من منظور إفريقي, إذ كانت هذه القوات المرتزقة هي سلاح روسيا في الداخل الإفريقي، ويدها في دعم الكثير من حركات التمرد، بل والحكومات الداعمة لها.

حاولت روسيا عبر زرع قوات فاجنر في القار السمراء أن تمنع محاولات فرنسا للاستفراد بإفريقيا والاستيلاء على خدماتها وعزلها على العالم وفرض وصاية باريس عليها.

باريس كانت لها محاولات على مدار سنين في استعادة مناطق نفوذ احتلالها في إفريقيا، وهو ما تنبهت له موسكو وحاولت إيقافه بشتى الطرق.

منذ إعلان بيرجوجين قائد ميليشيات فاجنر التمرد على موسكو، وسب وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو علنًا, أدركت موسكو الخطر، خاصة أن العسكرية الروسية تعرف أن التمرد يجب أن يكون عقابه الموت.

تعاملت موسكو بذكاء في احتواء قائد فاجنر، إذ جعلت الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو المتحالف مع بوتين يتعامل مع بريجوجين، ويمنعه من دخول موسكو عسكريًا بعدما كان على أبوابها، وهاجم بالفعل وحدات للجيش الروسي، لكن موسكو تعاملت معه بمنطق أقل الخسائر، إذ حيدته أولًا ثم قامت بتصفيته.

اغتيال قائد فاجنر، لم يزعزع خطط موسكو تجاه إفريقيا، وحدث انقلابين متتابعين في كل من النيجر والجابون، وهاجم قادة انقلاب النيجر فرنسا بشدة، واعتبروها المتآمر الأول على بلادهم.

رفضت باريس بشدة الانقلاب في النيجر ودعمت الرئيس محمد بازوم، وحرضت شركائها من دول الإيكواس على مهاجمة الانقلاب، بل والتهديد بالتدخل العسكري لإقرار الديمقراطية وإعادة الرئيس المنتخب إلى منصبه، لكن عسكريو النيجر رفضوا هذا المطلب نهائيًا واتهموا باريس بالتحريض على بلادهم، وقالوا: إنهم يسعون للتخلص من منطق التبعية لفرنسا.

على خط الأزمة مع فرنسا، أعلنت الجزائر بقيادة الرئيس عبدالمجيد تبون، رفض التدخل العسكري في النيجر، وحذرت من أنه سيكون له عواقب وخيمة.

كما رفضت الجزائر فتح مجالها الجوي أمام الطيران الفرنسي لمهاجمة النيجر، وقالت الرئاسة الجزائرية، إن أزمة النيجر تهديد مباشر لنا، ونرفض التدخل العسكري في نيامي تمامًا.

أما في الجابون، فقد حدث الانقلاب بعد ساعات من الانتخابات الت جاءت بفترة ثالثة للرئيس على بونجو أونديمبا، إذ أعلن عسكريون الانقلاب على الرئيس.

وكعادة سياستها أعلنت موسكو أنها قلقة للغاية من الانقلاب في الجابون وتتابع الأمر عن كثب.

فيما حثت واشنطن الانقلابيين، على العودة إلى الحكم المدني مرة أخرى.

المؤكد حاليًا أن عدوى الانقلابات تفشت من جديد وكل هذا بسبب الصراعات الدولية التي لا تعرف قواعد حاكمة، ففي سبيل السيطرة على خيرات إفريقيا كل الألاعيب متاحة، والحرب من أجل السيطرة على خيرات القارة السمراء أصبحت معلنة واللاعبين الثلاثة الرئيسيين فيها أمريكا وروسيا وفرنسا، ولكل دولة توابعها.

مساحة إعلانية