مساحة إعلانية
فى سنوات الطفولة الأولى كان أبى يأخذنى معه الى كل مكان يذهب اليه فقد كنت أصغر أولاده وكان قد خرج على المعاش وخلع (بدلة الحكومة ) ولبس جلباب والده المرحوم الحاج اسماعيل معاذ وقد مات رحمه الله أبى وانا فى الصف الأول الاعدادى الا أن هذه الأيام التى كنت أسرح معه فيها الى (عين معاذ ) و(عين على ) و(عين السلام ) وعين (أبو رويس ) و(عين عسكر ) محفورة فى الوجدان فقد لمست جمال الواحات بقلبى وتصادقت مع النخيل وغطست فى آبارها الساخنة والباردة وداعبت الحصى بقدمى فى جداول الماء وأذكر أيام (الدميرة ) أو موسم جمع البلح من النخل وسعادة أهل الواحة جميعا بالخير الجديد وفى بعض أيام الدراسة كان أبى يسبقنى الى العين فأذهب اليها (قراب ) أى من طرق مختصرة قريبة وكلها مزروعة بالنخل والزيتون والمشمش والمانجو والجوافة والنبق وأشجار السنط والعبل والعشار والأزهار البرية الجميلة من حندقوق وخشخيش وعنب الديب لأصل أخيرا الى (عين الماء ) وحديثا (البير ) لأغمس رأسى فى الماء الدافىء عل ذلك الجمال الذى مس قلبى فى طرق الواحة محض حلم جميل لشاعر صغير يعشق بلاده