مساحة إعلانية
يكتبها الشاعر والباحث مصطفى معاذ -الوادي الجديد
نعم،إن الذاكرة كالبئر تحتفظ بكل ما يلقى فيها أولا،وقد كان أبي رحمه الله تعالى هو من زرع بذور شجرة محبة الواحات الداخلة في قلبي وعقلي وروحي ووجداني وما كان من الممكن أن يكون هناك مكان اجمل من الداخلة أميرة الواحات المصرية نذهب إليه في كل عام مرة أو مرتين في العام وقد كان من اجمل ايام حياتي هو ذلك اليوم الذي نسافر فيه إلي لقاء هذه البلاد المباركة الطيبة التي تنضح بالصدق والإخلاص والمحبة والجمال ويبدأ الشاعر الصغير الذي كنته في رصد كل جمال تراه عيني في الطريق من اول الغرود الصفراء الواسعة الممتدة إلي الجمل الرابض في منطقة العاقولة وهو تكوين طبيعي من الأحجار نحتته الرياح على شكل جمل رابض ثم ابدأ بالإحساس بأن هناك طيبة ونقاء يتجولان في أجواء احتفالية بسيطة وعميقة نمر بها في سعادة بين أشجار النخيل والزيتون والمشمش والتفاح البلدي والعنب والتين وغير ذلك من جمال يطرز هذه البلاد العريقة إلي أن نصل إلى موط واحة الملائكة وهناك تتجسد المحبة في البشاشة والترحاب الصادق المتجرد ولا حاجة إلى أن أقول أن اللهجة ذاتها من الأمور التي كنت أقف أمام جمالها الأخاذ متأملا محبأ في بيت العائلة بيت المعاون يسكن الود وتتجلي الطيبة في أبهي صورة جميلة ممكنة بيت خالي ذكي كان له حضور خاص في قلبي وفي نقاء الورد تستقبلني محبة الأهل في لحظات تعجز عن وصف روعتها كل كلمة تعبر عن المودة والمحبة والتسامح والكرم
الواحات الداخلة أميرة الواحات وفيها من الخيرات والجمال البديع ما تستطيع الكلمات فى أن تصفه وقد كنت أذهب كل عام مع أبى وأمى أولا ثم بمفردى منذ الصف السادس الابتدائى وقد أراد الله وارادة الله كلها خير أن يكون بيت خالتي الغالية الحبية أم سيد النشواني أمام المسجد الكبير بالداخلة وبيت خالى فاروق المعاون وخالى صلاح المعاون فى منطقة يقرب منها مزارع وأشجار سنط وسواقى وقد طبع فى قلبى هذا الجمال الربانى مبكرا ثم بيت خالى زكى المعاون وكذا عم والدتي الحاج محمد دسوقي نصر عم والدتي وكذا الحاج واصف دسوقي نصر عم والدتي وكذا خالتي الغالية أم محمد وديع وخالتي الغالية أم محمد كامل عبدالواحد والحاج ابراهيم دسوقي نصر عم والدتي فى موط القديمة مما جعلنى أمر فى الدروب الجميلة المتعرجة المبنية بحب وحكمة وقد كانت أمى تحكى عن جدى أنه كان يهوى جمع واقتناء الأشياء الجميلة القديمة ولقد كنت أسعد فى رحلتى هذه بسعادة الأهل والأصدقاء بنا وبكرمهم الزائد عن الحد حتى أن الماء الذى يخرج من الأرض دافئا حنونا والناس كانت تحرص على الود وتزرع المحبة فعم الخير وزادت البركة وانتشر الترابط والاعتصام بين أهلها بارك الله فى واحات السماحة والأدب والرجولة والعفاف والكرم والجود

ولا يمكن أن أنسي تلك الفترة التي كنت اعشق فيها الصيد وقد أتاح لي ذلك أن تتجول روحي في حقول شندوم بسواقيها وروعة وتنوع أشجار الفاكهة والسنط والسواقي القديمة البديعة رفقة الأحباب والأصدقاء وكذا البشايم وما كان من الشاعر الصغير الذي كنته إلا أن يرفع راية الاستسلام للجمال الإلهي ويترك القبرات لغة والقماري لهجة إلي حرية تحلم بها بل ويسلم نفسه وسلاحه الصغير إلي الجمال الإلهي رافعا يديه إلي السماء في خشوع القلب وانبهار العين المحبة للجمال قائلا سبحان الله العظيم
ثم يأتي دور الآبار الجوفية الساخنة التي يغمس فيها رأسه محاولأ أن يستجلي حقيقة الأمر الذي يشاهده في واحات خضراء جميلة تضيء سماء الوطن بروعتها النادرة وجمالها الآخاذ الساحر متسائلا بينه وبين نفسه هل هذا الجمال الذي اعيشه حقيقة أم خيال في يقين بأن الإجابة عن السؤال هو أنت في اجمل الآماكن وسط أطهر القلوب وأحمل الأرواح في هذه المرحلة من العمر طبع في فؤادي كل هذا الجمال الذي تحمله هذه الواحة العريقة وأهلها الكرام الاصلاء الاوفياء والي لحظة كتابة هذه السطور تبقي المحبة في قمة تألقها ويبقي الود الخالص لبلاد الخير والرضا والجمال وكذا بلاد أمي رحمها الله تعالى واخوالي وأحبابي وأم اولادي وكل حبيب له مكانة كبيرة جدا في قلبي وفي ذاكرتي التي كتبت كل شيء جميل واصيل ونبيل لأهل هذه البلاد المباركة الطيبة واحة الداخلة أميرة الواحات المصرية