مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

مشاعر قطة - هادية الصامت / تونس

2024-03-08 05:11 PM - 
مشاعر قطة -  هادية الصامت / تونس
هادية الصامت
منبر

 على حافة النهر قطة بيضاء اللون، تموء وتستغيث، كأنها تريد العبور إلى الناحية المقابلة حيث يوجد أطفالها الصغار، يترقبون مجيئها، ويتطلعون لرؤيتها. 
هيجان النهر ينافس صوت الرعد، يدوي بقوة وقطرات المطر تبلل شعرها الأبيض الناعم،.  كانت خائفة، ترتعش تلتفت يمينًا ويسارًا، ليس هناك من مكان يحميها من طوفان المطر،. فجأة، وعلى حين غفلة منها يباغتها أحدهم من الخلف، هو من بني جلدتها، إنه قط أسمر اللون، أرسلته لها الأقدار.
 يا لحظها السعيد! المفاجأة أشبه بالمعجزة، معجزة إلهية أنستها ما هي فيه من معاناة، أنستها حتى صغارها الجياع. يدنو منها القط الأسمر، و بكل هدووء يمسح و ينفض عنها ما غطى جسمها من ماء المطر، يداعبها، يعانقها معانقة الأزواج، يا إلاهي! كأنها قصة ولدت بينهما، مرة أخرى وبكامل الهدووء يجرها وراءه لمكان قريب متشابك بالأشجار و كأنه يبحث عن ركن بعيدًا عن المطر. كانت تتبعه بخطى سريعة والفرحة تغمرها، تقلل من تعبها. هناك وجدا في الدفء ضالتهما، إلتفا ببعضهما كأنهما عاشقان من زمان، يتبادلان الهمسات و اللمسات، أسدل الليل ستاره على المكان، كانا في حاجة لغطاء يتسترون به عن البرد والأنظار، ضمها إليه بكل حنان، هناك أحست بدفئه فاستسلمت له، بدأت دقات قلبها تتسارع و تتسارع، ضمها بكل قواه، سكنت حتى ارتاح ؛ حينها بدأت لذة الحب و نشوته تسري في جسميهما النحيلين كانت ليلة عاشتها القطة البيضاء مع حبيبها الأسمر أثمرت قصة حب أنستها صغارها. . و عند بزوغ الشمس هدأت الأمطار، وجف النهر وهي تهمس في أذن حبيبها الأسمر:        
 - لنذهب معا لصغاري.
طاوعها:
  - ولم لا؟
قطعا النهر وعيناه تحرسها في شرود.

مساحة إعلانية