مساحة إعلانية
أعلن رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقايف، في خطابه حول حالة الأمة في يناير 2025، والذي حمل عنوان "كازاخستان المتجددة: نحو دولة حديثة تقوم على المعرفة والهوية الوطنية"، أن عام 2025 سيكون "عام الكتاب الوطني" في كازاخستان. حيث أكد على أهمية تعزيز الثقافة الوطنية، ونشر المعرفة، وتطوير القراءة كمكون أساسي لبناء مجتمع مثقف ومستنير. واستعرض الرئيس توقاييف أولويات الدولة في المرحلة القادمة، وأكد على دور الثقافة والمعرفة في نهضة كازاخستان.
وقال الرئيس توقايف، إن أحد أعمدة تطور الأمم يتمثل في ثقافتها ومعرفتها. واليوم، في ظل التحولات الكبرى التي تمر بها كازاخستان، يجب أن نعيد للكتاب مكانته المركزية. حيث يهدف هذا الإعلان إلى تعزيز ثقافة القراءة، وذلك بعد عزوف الشباب عن القراءة، وأنه يجب على قيادة البلاد العمل على أن تعود الكتابة والمطالعة إلى الواجهة. كما يهدف الإعلان إلى إحياء التراث الأدبي الكازاخي، وذلك من خلال إطلاق عدة مشاريع لإعادة طباعة أعمال كبار الأدباء الكازاخ مثل أباي، ومختار أويزوف، وسلطان ماختاروف، ومحمد شايكينوف وغيرهم. وتتضمن أهداف الإعلان دعم الكتاب والمؤلفين المحليين، وذلك من خلال إنشاء صندوق لدعم الأدباء الشباب، وتخصيص جوائز وطنية للأعمال الأدبية المتميزة. وكذلك رقمنة المعرفة، وذلك من خلال إطلاق مشروع "المكتبة الرقمية الوطنية"، والذي يضم التراث الأدبي والثقافي، يكون مُتاحًا وبشكل مجاني للجميع. إلى جانب تعزيز التعليم عبر الكتاب، وذلك من خلال تزويد المدارس والمكتبات الريفية بمجموعات جديدة من الكتب، خاصة في المناطق النائية. ويأتي أهم أهداف الإعلان الانتقال إلى الأبجدية اللاتينية، حيث أكد الرئيس توقايف على أن عام 2025 هو العام النهائي لاعتماد الأبجدية اللاتينية رسميًا، ولذلك يجب أن تُطبع الأعمال الجديدة بهذه الأبجدية.
تضمن إعلان عام 2025 "عام الكتاب الوطني في كازاخستان" اطلاق عدد من المشاريع والمبادرات، تضمنت تنظيم معرض الكتاب الوطني الكبير في أستانا وألماطي، بمشاركة دولية. وإطلاق حملة وطنية بعنوان "كتاب في كل بيت" بالتعاون مع القطاع الخاص. وتنظيم برنامج "المدرسة تقرأ" لدعم عادة القراءة في المؤسسات التعليمية. وترجمة الأدب الكازاخي إلى اللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية لتوسيع حضوره على المستوى العالمي. وإطلاق جائزة "أباي الوطنية للآداب" والتي تمنح سنويًا لأفضل مؤلف كازاخي. وتقديم منح دراسية للباحثين في الأدب والثقافة الكازاخية. وإطلاق حملات "تبرع بكتابك" لدعم المدارس والمكتبات الفقيرة. ومبادرات أخرى مثل "ساعة قراءة وطنية" من شأنها التشجيع على القراءة الجماعية. ومسابقات في القراءة بين الطلاب و"ماراثون القراءة". وتنظم المكتبة الوطنية في ألماطي فعاليات مفتوحة للجمهور. وتقديم عروض أرشيفية نادرة من مخطوطات ووثائق تاريخية. وإقامة حفلات توقيع كتب جديدة لمؤلفين محليين. ونشر مقتطفات من الكتب الكازاخية على وسائل التواصل. وتنظيم حملات ترويجية إلكترونية تحت وسم مثل "يوم الكتاب الوطني".
لقد أرسل إعلان عام 2025 عامًا للكتاب الوطني في كازاخستان عددًا من الرسائل الرمزية، أهمها تعزيز الهوية الوطنية، حيث ربط الرئيس توقايف بين الكتاب والهوية الثقافية، وأكد أن الكتاب هو جسر الوعي التاريخي وبوصلة المستقبل. وبناء "كازاخستان ذكية" Smart Kazakhstan، حيث يجب أن تكون كازاخستان الحديثة التي دعا إليها الرئيس توقايف قائمة على المعرفة والتقنيات العالية، وهذا يتطلب أن يكون البناء على أساس ثقافي قوي. والتكامل الثقافي، من خلال الدعوة إلى إشراك كل القوميات التي تعيش في كازاخستان والتي يزيد عددها عن 130 قومية في مشاريع الترجمة والنشر، لتعزيز الانسجام الوطني.
أكد الرئيس قاسم جومارت توقايف، في إعلانه عن عام 2025 عامًا للكتاب الوطني في كازاخستان على أن الأمة التي لا تقرأ لا تستطيع أن تكتب مستقبلها، وأن النفط أو الغاز هما الثروة الكبرى، بل العقل الواعي والكتاب الحي هما الثروة الحقيقة للأوطان. وأن الكتاب لا يُشترى فقط، بل يُقرأ، ويُناقش، وتؤدى له التحية والتقدير. واختتم الرئيس توقايف حديثه بدعوة صريحة لمواطني كازاخستان للمشاركة في العام الثقافي الوطني قائلًا: "أدعو كل مواطن في كازاخستان، من التلميذ إلى الأكاديمي، أن يشارك في هذا العام الثقافي الوطني. ليكن عام 2025 نقطة تحول في وعي الأمة الكازاخية، وعودةً حقيقية إلى الكتاب".
تولي كازاخستان اهتمامًا كبيرًا بالثقافة والتعليم كجزء من استراتيجيتها لبناء مجتمع معرفي حديث، ويبرز هذا الاهتمام من خلال تخصيص يوم للاحتفاء بالكتاب. هو يوم الكتاب الوطني الذي يعد مناسبة ثقافية تهدف إلى تعزيز مكانة الكتاب، وتشجيع القراءة، ودعم الإنتاج الأدبي المحلي، وإبراز دور المؤلفين والمكتبات في النهوض بالثقافة القومية.
يرجع الاحتفال بيوم الكتاب الوطني في كازاخستان إلى مبادرات ثقافية حكومية وشعبية بدأت مع بداية الألفية الجديدة، في ظل إدراك متزايد لأهمية تعزيز القراءة، خاصة بين الأجيال الجديدة. حيث تم تخصيص يوم 23 أبريل من كل عام لهذا الاحتفال باعتباره اليوم الذي يوافق تأسيس أول مكتبة وطنية عامة في كازاخستان عام 1939. ويهدف يوم الكتاب الوطني في كازاخستان اليوم إلى تعزيز ثقافة القراءة، وزيادة معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وتسليط الضوء على أهمية المكتبات والكتب في المجتمع. كما يُقام هذا اليوم بالتزامن مع اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي أعلنته اليونسكو. وقد تم الاحتفال بيوم الكتاب الوطني في كازاخستان بناءً على أمر حكومي، بهدف تحقيق رؤية الرئيس قاسم جومارت توقايف المتمثلة في تشكيل ثقافة قراءة عالية في المجتمع. حيث يُعتبر هذا اليوم جزءًا من استراتيجية حكومية أوسع لتعزيز عادات القراءة وتنمية مجتمع أكثر استنارة. وخلال العام الماضي 2024، تم إضافة أكثر من 1.7 مليون كتاب جديد إلى المكتبات العامة والمدرسية، وتم تحديث 800 مكتبة مدرسية. حيث تعمل الدولة على ربط المواطنين بالكتب في عصر تهيمن عليه وسائل الإعلام الرقمية. كما يمثل هذا اليوم التزامًا وطنيًا بالتعلم والتفكير النقدي والفضول، وهي قيم أساسية لبناء هوية كازاخستانية الحديثة، بحسب رؤية الرئيس توقايف.
يمثل يوم الكتاب الوطني كل عام في كازاخستان مناسبة مهمة وفرصة ثمينة لتعزيز وتنمية الوعي الثقافي والفكري، وتنمية عادة القراءة، ودعم صناعة الكتاب. وذلك على اعتبار أن الكتاب يشكل أحد أهم رموز النهضة التعليمية والثقافية التي تسعى إليها البلاد في إطار رؤيتها التنموية الشاملة. وتظل الحاجة قائمة إلى تكثيف الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني لمواصلة دعم هذه المبادرة.
كان من نتائج يوم الكتاب الوطني في كازاخستان أثر كبير من الناحيتين الثقافية والتربوية، فقد أدى ذلك إلى ارتفاع الوعي المجتمعي بالقراءة، خصوصًا بين الشباب. إعادة الاعتبار للكتاب الورقي في مقابل المحتوى الرقمي. زيادة الإصدارات الأدبية باللغة الكازاخية. دعم الحوار الثقافي بين الأجيال والمؤلفين والقراء. وقد ارتبط الكتاب بالهوية الكازاخية بشكل وثيق، حيث ترى كازاخستان في الكتاب أداة لبناء هوية وطنية قوية بعد الاستقلال. ولهذا، فإن دعم الكتاب والمؤلفين الكازاخ يُعد جزءًا من سياسة ثقافية تهدف إلى ترسيخ اللغة الكازاخية، من خلال حماية التراث الأدبي القومي، وبناء أجيال متعلمة ومثقفة تقود البلاد إلى مستقبل مشرق.