مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

أشرف البولاقي يكتب: طاردني الشاعر محمد مغربي مكي

2024-04-16 09:28 PM - 
أشرف البولاقي يكتب: طاردني الشاعر محمد مغربي مكي
الشاعر والناقد أشرف البولاقي
منبر

في مثل هذا اليوم، السادس عشر مِن أبريل، منذ أكثرَ مِن سبعين سَنة، تحديدًا سَنة خمسٍ وأربعين وتسعمائةٍ وألْف، ولِد واحدٌ مِن أفذاذ اللغة العربية والأدب العربي، وقصيدة الخليل، في محافظة قنا.
واحدٌ ممن لم ينالوا حظًا من احتفاءٍ أو تقدير في حياتِهم، ولا حتى بعد رحيلهم.. رغم ما تَمتعوا به من عِلم كان يؤهلهم إلى غير ما كانوا عليه من منزلةٍ ومكانة.
وأعني به أبا عُمَر، الأستاذ محمد مغربي مكي- رحِمه الله- والذي لا يمكن أن تجد له نظيرًا يشبِهه إلا خاله الراحل الكبير الأستاذ الدكتور محمود على مكي، أستاذ الأندلسيات.
والفرق بينهما أن الأخير قُدّر له أن يترك الشعر ويعمل بالجامعة، بينما ظَل الأول شاعرًا ومعلّمًا في المدارس الإعدادية والثانوية، هذا فضلاً عن فروقٍ أخرى في الصفات والطباع.. لكنّ الشبه المقصود هنا هو الشبه في العِلم والتحصيل، والشبه في الخبرة العلمية والمعرفة، والشبه في الجِد والمثابرة، والشبه في محبة العربية والافتنان بها.

شَغلني الأستاذ محمد مغربي مكي- رحِمه الله- أيامًا ولياليَ في شهر رمضان الذي انقضى.. وظَل يطاردني أينما ولّيت، وكلما انشغلتُ عنه أشرقَ فيَّ وأمامي.
بدا الأمر وكأن هناك رسالةً ما لم أدرِ معناها ولا دلالتها، فما كان مِني وقتها إلا أن ذهبت أقرأ بعض ما كَتب، وقضيت ما قضيت أفكر في ميراثه الأدبي والثقافي، وأفكر في أولاده.. ولعلّي تحدثت مع صديقٍ- أو صديقة- حول ذلك، وذكرتُ له أن له ابنةً فُضلَى تعمل أستاذة جامعية، وتحديدًا في قِسم اللغة العربية بكلية آداب قنا.. 
ولعلّي تساءلت أمامه لماذا لم تلتفتْ إلى تراث أبيها الذي لم يُطبَع؟! 
ولعلّي قلت له لماذا هي مختفيةٌ أصلاً لا نسمع بها، ولا نلقاها كما نلقى غيرها مِن أساتذة الجامعة؟ 
وأذكر أنني كنت أسأله وأجيب، لعلّها خارج البلاد.. لعلّها صنعتْ شيئًا ولم يصلنا!
قلتُ له إنّ لابنِه عمرَ مكتبةً يديرها، قُرْب الجامعة، ولم يحدث أن زرته فيها من قبل، حدّثته أن عمرَ هذا بعيدٌ عن الأدب والكتابة.
قلت له إنني أشعر بحنين إلى الأستاذ محمد مغربي مكي.
قلت له إنني أريد أن أكتب عنه.. ومرت الأيام دون أن أكتب، لكن الحنين لم ينقطع 
واليوم التفَتُّ إلى التاريخ، فإذا هو السادس عشر مِن أبريل، ذكرى مولدِه

مساحة إعلانية