مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب :خريطة العالم الجديدة من قلب العلمين الجديدة

2023-08-22 23:42:45 - 
إيمان بدر تكتب :خريطة العالم الجديدة من قلب العلمين الجديدة
العلمين الجديدة

أسرار لقاءات السيسي مع زعماء اليونان  والبحرين والإمارات والأردن وفلسطين في هذه المدينة

❐ كنوز غرب المتوسط لا تقل أهمية عن شرقه ومصر ضمن أكبر ١٠ اقتصادات في الطاقة المتجددة

لم نكن نضرب الودع حين أكدنا في عدد سابق إن مهرجان العلمين الغنائي ليس مجرد حفلات لكبار المطربين بهدف تنشيط السياحة والدعاية للمدينة الساحلية الجديدة، وبالرغم من أهمية هذا الهدف ولكنه وحده لا يكفي لأن تنتقل الحكومة والرئاسة المصرية بالكامل إلي هناك، وحين أكد البعض أن انتقال الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته إلي العلمين خلال فصل الصيف ليس بدعة لكن كانت تفعلها حكومات وأنظمة سابقة، لم يكن الهدف هو التصييف والهروب من يقظ حرارة القاهرة، ولكنه حلم يراود الرجل منذ بداية توليه المسئولية بأن يجعل بلاده مركزاً إقليميا ودوليا للطاقة وخاصة الطاقة النظيفة والمتجددة، ومن أجل هذا الحلم استجاب القدر وتفجرت حقول الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط بعد أن أخذت الدولة بالاسباب ووقعت الاتفاقيات ورسمت الحدود مع دول المنطقة وعملت علي تصفية الخلافات لصالح الجميع.
ولكن هل خزائن الأرض الكامنة في مصر تقتصر خيراتها علي حقول شرق المتوسط، أم أن المنطقة الغربية هي الأخري غنية بالغاز الطبيعي وأيضاً بالمساحات الصالحة لإقامة مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ناهيك عن منطقة الضبعة حيث محطة الطاقة النووية.
وبالحديث عن الطاقة النووية تقفز إلي الأذهان الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها المرتبطة بأزمة نقص الغاز الطبيعي وتوقف سلاسل الإمداد، واتجاه العالم إلي موردين جدد ومصادر جديدة للطاقة، تحافظ علي سلامة البيئة وتتفادي تصاعد خطر التغيرات المناخية.
وعلي ذكر تداعيات التغيرات المناخية استهل السيسي خريطة لقاءاته داخل العلمين الجديدة خلال أغسطس الجاري باستقبال رئيس وزراء اليونان كرياكوس ميتسوتاكيس والاخير تعرضت بلاده مؤخراً لكارثة حرائق الغابات المترتبة علي مشكلة التغيرات المناخية، وبادرت مصر بإرسال المساعدات ثم دعا السيسي رئيس الحكومة اليوناني في أعقاب انتخابه لزيارة العلمين الجديدة من أجل الاستفادة من تجارب اليونان في مجالات الاستثمار المتعلقة بالغاز الطبيعي وحقوله بالصحراء الغربية ومياة غرب البحر المتوسط، وأيضاً في مجال الخدمات اللوجستية وإدارة الموانئ البحرية وكذلك في السياحة والثروة السمكية والصناعات البحرية، ناهيك عن إتجاه اليونان إلي الاستثمار في الهيدروجين الأخضر والأزرق للحفاظ علي البيئة وتلافي تكرار حوادث حرائق الغابات وهو مجال تتجه إليه مصر بخطي ثابتة وقوية بعد نجاح مؤتمر المناخ العالمي كوب ٢٧.
وفي أعقاب  لقاء السيسي برئيس وزراء اليونان، استقبل في نفس الأسبوع العاهل البحريني حمد بن عيسي ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، وكلاهما من ملوك النفط والغاز الطبيعي في المنطقة وأيضاً من كبريات الدول المستثمرة في مجالات الموانئ البحرية والخدمات اللوجستية وتصدير النفط والغاز الطبيعي بالسفن العملاقة ومد الخطوط والأنابيب.
وفي نفس الاتجاه تسير دولة الأردن التي أيقنت أهمية ثروتها من الغاز الطبيعي ووقعت مع مصر عقود شراكة لتوصيله إلي المنازل في مدينة العقبة الأردنية، كما تحلم بمد أنبوب الغاز الطبيعي من منطقة الخليج إلي أوروبا عبر قناة السويس والبحر المتوسط، ولذلك استضافت مدينة العلمين القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية بحضور الرئيس السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لأنه لا استثمار بدون أمن واستقرار، وبالتالي لابد من طرح حلول جديدة للقضية الفلسطينية لتأمين هذه المشروعات من ناحية وبحث إمكانية استفادة السلطة الفلسطينية من عوائدها في ظل مشاركة إسرائيل في هذه الثروات من ناحية أخرى.
وعلي خلفية ما سبق يتضح أن الرئيس السيسي لم يذهب إلي هناك لتلتقط عدسات الكاميرات صوره وهو يستمتع بصيد البحر، أو يلتقط هو شخصيا الصور لنفسه مع أسرته وأصدقائه ولكن باختصار ليعيد رسم خريطة العالم الاقتصادية وخريطة مصادر الطاقة العالمية، وهو أمر بدأت مؤشراته تتضح بدليل وجود إسم مصر ضمن قائمة أكبر عشر اقتصادات حسب الاستثمار الدولي في مجال الطاقة المتجددة.

مساحة إعلانية