مساحة إعلانية
لام شمسية ولام قمرية واحدة نقولها وواحدة خفية، القمرية لام منطوقة زى الباب والعين والقلب والشمسية لام مخفية زى السر وزى الذنب، القمرية لام منطوقة موجودة في كل الأحوال والشمسية لام مسروقة، مش كل المكتوب يتقال، كلمات اغنيه مسلسل يستحق أن يصنف ضمن روائع الدراما المصرية ( لام شمسية) حينما تحدث بطل العمل الطفل الموهوب على البيلى عن دوره وكيف كان رافضاً أن يلعب دور طفل ضحية لجريمة التحرش النكراء، قال إن المخرج المبدع كريم الشناوى أقنعه بعبارة واحدة هى إنك ستكون صوت لمن لا صوت لهم، ليبقى السؤال هو هل واقعة التحرش فقط هى الجريمة التي تجبر من يتعرض لها أو يشهدها على ألا ينطق بها، وكم من لام شمسية في حياتنا وأمور نراها بأعيينا ولا نجرؤ على الحديث حتى تتجرأ الدراما على اقتحامها وفتح ملفاتها، لتصبح صوت من ليس لهم صوت، وتدق ناقوس الخطر لتغير قوانين وتنصف مظلومين وتشير بأصابع الإتهام والعقاب إلى الجناة الحقيقيين.
هل تتذكر مسلسل ( أم كلثوم) مشهد لم يلتفت له الكثيرون للنجمة صابرين وهى تتحدث مع صديقها الصحفي الكبير مصطفى أمين، وتقول له: مش عايزة أعمل فيلم تانى زى دنانير وسلامة، أنا عايزة أعمل حاجة قريبة من الناس، كلمنى عن حادثة الشاب الغنى إللى ضحك على الممرضة، وكان فيلم ( فاطمة) ليفتح ملف استغلال الخادمات والممرضات المقيمات على يد أبناء الأثرياء، ولم يدر صناع الفيلم أنه بعد أكثر من نصف قرن ستظهر نجمة شابة تدعى سهر الصايغ لتقدم مسلسل ( الطاووس) عن قضية متشابهة لمجموعة من أبناء الذوات أربعة شباب استغلوا عاملة نظافة بأحد الفنادق وانتهكوا جسدها.
ومن كوكب الشرق إلى وحش الشاشة فريد شوقي توأم العميد أحمد شوقى مأمور سجن طره، الذي كتب وانتج وقام ببطولة فيلم ( جعلونى مجرما) ليغير القوانين واللوائح المنظمة لمصلحة الأحوال الجنائية وتصبح السابقة الأولى لا تسجل في الصحيفة، لفتح باب التوبة وأبواب العمل والحياة أمام من سقط ضحية لظروف جعلته مجرماً، ومن نقاشات النجم مع شقيقه رجل الشرطة الذي أدرك دوره كرجل قانون وعدالة في الأساس جاءت فكرة فيلم (كلمة شرف) لتتغير قوانين السجون ويصبح من حق السجين أن يخرج ليزور أهله إذا كان أحدهم مريض أو قعيد لا يستطيع زيارته، وبذلك انتصرت روح القانون وتقلصت وقائع الهروب من السجون.
ولأن العدل الإلهي أقوى من عدل القانون، كما قال ملك الترسو شخصياً في أحد أفلامه الأخيرة ( آه وآه من شربات) رصدت الدراما وقائع ظلم ومعضلات قانونية لم يستطع المشرع إيجاد حل لها حتى الآن، لعل أبرزها فيلم ( الحقونا) للراحل نور الشريف الذي فتح ملف تجارة الأعضاء أو بالأدق سرقة الأعضاء وحتى هذه اللحظة لم يضع القانون خطوطاً فاصلة واضحة بين التبرع والبيع والسرقة للاعضاء البشرية
قضايا استغلال الأطفال جسدياً لم تقتصرعلى التحرش فقط ولكن هناك الخطف من أجل القتل وسرقة الأعضاء وتصوير المشاهد المرعبة لبثها على الـ "دراك ويب" علما بأن قضية ( الإنترنت المظلم) نفسها لم تتناولها الدراما إلا من خلال مسلسل ( عتبات البهجة) للقدير يحيى الفخراني، ولأسباب تجارية لم يحظ العمل بشهرة ومشاهدة تليق بخطورة وجدية موضوعه ولا بحجم بطله عبقرى الدراما الرمضانية.
وعلى جانب آخر هناك مسلسلات رمضانيه استطاعت أن تعيد النظر في ملفات قانونية شائكة، أبرزها قانون الأحوال الشخصية الذى اقتحمه الصحفي الجرئ إبراهيم عيسى من خلال ( فاتن أمل حربى) ليعيد أمجاد فاتن حمامة في فيلمها الخالد ( أريد حلاً) وبالرغم من أن مسلسل نيللى كريم تناول أيضاً أزمة طلاق المسيحيين من خلال شخصية ثانوية تدعى فاتن جرجس سمعان ظهرت ضمن أحداث المسلسل، ولكن النجمة إلهام شاهين أفردت لهذا الموضوع مساحة أوسع من خلال فيلمها ( واحد صفر) تأليف مريم نعوم مؤلفة ( لام شمسية) وهو ما يعيدنا إلى فكرة أن الدولة المدنية الحديثة هى دولة قانون ومؤسسات مستقلة وقضاء شامخ وهى أيضاً دولة الحقوق والحريات حيث تدافع حرية الرأي والتعبير وحرية الفن والإبداع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل وحق كل متهم وكل مظلوم وكل برئ بل وكل مجرم في أن يعيش حياة آدمية حتى ابان فترة محاكمته بل وبعد قضاء عقوبته.