مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب:كيف تتأثر مصر سلباً وإيجابا بما يحدث في العالم؟

2024-12-22 03:45 PM - 
إيمان بدر تكتب:كيف تتأثر مصر سلباً وإيجابا بما يحدث في العالم؟
مصر
منبر

❒ خريطة النظام العالمي تتغير وخطة ترامب لتهجير أهالي غزة إلي سوريا تتضح معالمها من الآن


الرئيس الأمريكي المنتخب يتوعد الصين ويستهدف مجموعة البريكس في محاولة لإنقاذ الدولار ومصر ملتقي تطلعات الجميع


تندر البعض عن سوء نية أو عن قلة وعي علي تصريحات الحكومة المصرية حول تضرر البلاد داخلياً وتأثر الأسعار من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وكأن أحدهم لم يقرأ أو يسمع عن اعتماد مصر علي واردات هاتين الدولتين في الاقماح واعلاف الدواجن، وبالتالي من المنطقي أن تتأثر أسعار الدجاج ورغيف الخبز، ولكن كان الأمر إيجابيات تتعلق باعتماد دول أوروبا علي استيراد الغاز الطبيعي المسال من مصر وحلفاءها دول شرق المتوسط وتكتل أوبك للغاز الطبيعي كبديل عن الغاز الروسي والاوكرانى، واستمر الأمر فترة قصيرة بعدها بدأت الدول الاستعمارية تضغط علي مصر وعلي القيادة السياسية لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين وتحديداً أهالي قطاع غزة إلي سيناء وهو ما رفضته القيادة السياسية جملة وتفصيلا واحبطت مخطط أجهزة الاستخبارات الأمريكية والصهيونية، فكانت النتيجة توقف الشركات العالمية عن التنقيب عن الغاز الطبيعي في حقل ظهر ومنطقة شرق البحر المتوسط وارتفعت أسعاره وحدثت أزمة انقطاع الكهرباء وتخفيف الاحمال خلال الصيف الماضي، تلم الأزمة التي تحملها الشعب المصري الجسور والتف حول قيادته الوطنية لأن الأرض عند المصريين عرض لا نتركها إلا علي جثثنا وبعد أن ترويها دماءنا، ولم تقف الدولة مكتوفة الأيدي ولكنها لجأت بشكل مؤقت لاستيراد الغاز الطبيعي ثم عاودت التفاوض مع الشركات نفسها ومع شركات أخري لإعادة التنقيب عن الغاز الطبيعي في منطقة ساحل شرق البحر المتوسط، وتحركت في الاتجاه المعاكس نحو الساحل الشمالي الغربي لتعقد صفقات مع دول خليجية لديها خبرات ناجحة في تجارة الغاز الطبيعي لاستخراجه من الحدود الغربية للمياة الإقليمية المصرية، وعلي الفور تحركت التيارات المتأسلمة لتسيطر علي ليبيا ليس فقط طمعا في تلك الدولة الثرية بالنفط والغاز المنكوبة بالصراعات والانشقاقات ولكن للتحرش بمصر، وبقاء الحدود متوترة من كل جانب.
ومن الغرب نعود إلي الشرق حيث احداث غزة وجنوب لبنان وسوريا وكلها دول كانت منتجة للغاز الطبيعي وكانت تصدره عبر قناة السويس المصرية، التي تراجعت إيراداتها بسبب هجمات الحوثيين في اليمن جنوباً، ناهيك عن أحداث السودان والصومال وطمع إثيوبيا في مياة النيل، ليس من أجل توليد الكهرباء ولكن للضغط علي مصر ومحاصرتها.
وتطور الأمر بإعلان فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، حيث بدأ بتصريحات تستفز روسيا وتعلن انحيازه لأوكرانيا، كما كان قد استبق إعلان نتائج الانتخابات وأعلن أنه سيقضي علي نفوذ إيران في المنطقة وسيحارب ركائزها وهو ما تحقق بالفعل حتي قبل أن يدخل البيت الأبيض بدليل ما حدث لحركة حماس الفلسطينية وقيادتها ثم حزب الله اللبناني وأخيراً النظام السوري الذي كان مواليا لموسكو وطهران وتخلي عنه الجانبين، واكتفي الأول باستضافته كلاجئ في دولة القيصر الروسي الذي مازال يتنظر مصيره في مواجهة دولة لن تتخلي بسهولة عن وضعها كقطب أوحد ولن تسمح بتغير النظام العالمي وظهور أقطاب جديدة.
وعلي ذكر القوي الاقتصادية الجديدة لم يخفي ترامب نيته لمحاربة دول مجموعة البريكس وأبرزها روسيا والصين والهند ومن بينها مصر، ولكنها حربا اقتصادية لمنع إصدار عملة موحدة تهز عرش الدولار الأمريكي لأنه كرجل أعمال يعلم أن انهيار الاقتصاد وترنح العملة يساوي بداية ظهور نظام عالمي جديد، كما أعلن أنه سيفرض رسوم علي الصادرات الصينية، وهو أمر ليس بعيداً عن إشعال أزمات صامتة بين الصين والهند لمنع بكين من إعادة إحياء طريق الحرير الذي كانت ستستفيد منه مصر، والهاء التنين الصيني في صراعات مع نيو دلهي علي النفوذ البحرى، هذا النفوذ هو الذي اشعل صراعات أخري بين الكوريتين الشمالية والجنوبية وانحازت أمريكا واليابان للاخيرة، ولكن تطور الأمر إلي اضطرابات داخلية تهدد استقرار كوريا الجنوبية حالياً وتنعكس بالطبع علي الاقتصاد العالمي لأن سول تعد من كبريات الدول المنتجة والمصدرة للعديد من المنتجات حول العالم ولها علاقات تجارية ضخمة مع مصر وبالتالي سوف تتأثر القاهرة بهذه الاضطرابات التي لا يمكن اعتبارها شأن داخلي في عالم أصبح قرية صغيرة.
وعلي خلفية ذلك تبرز تساؤلات حول استعدادات الدولة المصرية لمواجهة هذه الأخطار والتحديات المحيطة بها، خاصةً حال نجاح صفقة قرن ترامبية جديدة تتمثل في تهجير أهالي غزة إلي سوريا أو بالأدق إلي جزء من سوريا تمهيدا لتقسيمها ما بين إسرائيل وتركيا والفصائل المتأسلمة المسلحة، وهو ما يحقق حلم تصفية القضية الفلسطينية التي تحاربه مصر ولكن ليس من المنطق أن تظل تحارب وحدها من أجل أمتها العربية ولكن يتعين علي الدول العربية أن تتكاتف لإنقاذ سوريا وفلسطين وإذا كانت مشكلة هؤلاء مع نظام بشار الأسد الشيعي فها هو قد انتهى، وليتعلموا من حكمة المصريين جيلا بعد جيل إن الوطن باق والأشخاص زائلون.
أما علي الصعيد الاقتصادي فلا يمكن مواجهة هذه التحديات إلا بسلاح جذب الاستثمارات وتشجيع السياحة وتوطين الصناعات خاصةً تلك التي تميزت فيها دول مثل كوريا الجنوبية والصين والهند وأبرزها صناعة السيارات والأجهزة الكهربائية والالكترونيات وصولاً إلي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تهتم بها الدولة المصرية بالفعل واتخذت خطوات جادة لتوطينها، وكذلك الاهتمام بأمن الطاقة خاصةً النظيفة والمتجددة واتخاذ خطوات أسرع في إنجاز وتشغيل محطة الضبعة النووية قبل أن تتأثر روسيا بما يحدث معها.

مساحة إعلانية