مساحة إعلانية
ماريا ميشيل
يأوى فى كهوف العقل بعيدا عن الاضواء،، و ان كانت لا تراه العين إلا انه لا يمكنه الاختفاء،، انما يتجلى بوضوح فى حسن الاداء،، يتألق بالمهام التى تتطلب انتباه و استدعاء،، يولد بقدر منه كل الاحياء،، يتبلور و يتشكل بالنمو و الارتقاء،، بقدر كبير لدى النجباء،، و بنصيب محدود عند البلداء،، تتعدد انواعه كتعدد اصناف الغذاء،، البعض اخطأ الظن و حصره فى سجن الدراسة ما بين رياضة و احياء،، و لكن هيهات ان يحصر هذا الوصف انواع الذكاء،، انه المهارة التى حيرت العلماء،، و حول كيفية اكتسابه تعددت الاراء،، فريق رأى انه قدرات فطرية ميراث عن الاباء،، و اختلف عنهم الفريق الاخر و رأى انه نتاج الخبرات و العديد من الاشياء،، الى ان هدأت عواصف البحث و استقرت الى ميناء،، و تقاسما خلاصة العلم و تبينوا ان الوراثة و البيئة معا هما اللذان يشكلا قالب الوعاء،، الذى للذكاء و كافة مهاراته بلا استثناء
الذكاء هو إحدى الملكات التي تميز الأشخاص عن بعضهم كما أن نسبته تتفاوت من شخص لاخر و يخطئ الكثيرين اذ يظنوا ان الذكاء يتمحور فى الذكاء الاكاديمى فقط و لكن هناك أبعاد عديدة له كالذكاء الاجتماعى, اللغوى ,الحركى, الوجدانى ...الخ و الشخص مرتفع الذكاء ليس بالمتفوق فى كل هذة الابعاد... بل يتفوق فى بعض الابعاد و اخرى تكون قدراته فيها عادية
انقسم العلماء فريقين احدهم يرى ان الذى يحدد اكتساب محددين احدهما الذكاء الوراثى بحسب ما يولد به الانسان و الاخر يرى ان الذكاء مكتسب بمقدار ما يتعلمه الفرد من خبرات
حسمت الدراسات هذا الجدال الذى طال لزمان بان محددات الذكاء ليست قائمة على احد هذين العاملين فقط دون الاخر بل هو محصلة للشقين الوراثى و البيئى معا
المحدد الاول الوراثى الذى يرثه الطفل عن والديه... الذى يعد بمثابه حجم الوعاء الذى لا يستطيع الطفل تجاوزه
و المحدد الاخر العوامل المكتسبة اى البيئية و الاجتماعية... فكلما توفر لدى الطفل مناخ مشجع من الاسرة , المدرسة, كافه الجهات التربوية التى تتعامل مع الطفل و تزيد من خبراته المكتسبة يساعده على تنمية مهاراته كلما اسهم ذلك فى زياده الذكاء
فقد يولد طفل بوعاء وراثى محدود للذكاء... و لكن العوامل البيئية مع حوله محفزه ...فتساعد على امتلاء وعاء ذكاءه... فيعوض محدودية الذكاء الوراثى... فيبدو اكثر ذكاءا مما يمتلك
... و يولد طفل بوعاء ذكاء وراثى متسع... و لكن المنبهات و المشجعات البيئية محدودة ....فلا تسهم فى تنمية استعداده فيبدو ذكائه محدود بالرغم من استعداده الكبير لاكتساب المهارات
فدور المحددان لا يقل اهمية عن بعضهم فى اكتساب الذكاء ...و ان كنا لا نتحكم فى المكون الوراثى لكننا لدينا قدرة اكبر فى التحكم فى المحدد البيئى
ولم تعد تنمية الذكاء بالشيء الصعب فذلك يتم عن طريق القراءة و مختلف وسائل الثقافة, الهوايات ,البرامج التدربية و غيرها العديد
لذلك لا يستغني اى الجانب عن الأخر لا الشق الموروث عن المكون المكتسب
فالقسم الموروث يضع حدا لقالب الذكاء المكتسب و هو يختلف من شخص لاخر... و الجانب البيئى دوره ان يملئ هذا القالب بالمهارات بحسب حد استيعابه اما ان يتركه فارغا ان لم تكن هناك محفزات كافية
mareya2000@hotmail.com