مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث درويش الأسيوطي يكتب: قديس الأسلاف .. والحويصلة الوجدانية

2024-05-19 07:53 PM - 
الشاعر والباحث درويش الأسيوطي يكتب: قديس الأسلاف .. والحويصلة الوجدانية
الشاعر والباحث درويش الأسيوطي
منبر

من الواضج أن ( الحويصلة الوجدانية) لدى الجماعة الشعبية -  إن جاز التعبير – لا تفقد الذاكرة، لذا تختلط لدى الإنسان عناصر قد لا تنتمي إلى عقيدة واحدة ـ ولا إلى أيدلوجية واحدة،  تبعا لتركيبته النفسية الاجتماعية والدينية . فرغم الإيمان بالكتب السماوية ، وما يتطلبه من ترسيخ الاعتقاد بالكمال لله وحده ، ما يزال البعض يعطي لأسلافه القداسة التي اعتاد أسلافه تقديرها لأسلافهموالتي كانت في عصور قديمة تصل إلى حد العبادة  . 
          فكل منا ما يزال يعتقد في أبيه وجده ذلك القدر الوافر من الصفات والأوصاف، التي يحب أن تكون فيه ، فهو ينتمي إلى أب أو جد واسع الثراء، حسن الأخلاق، قادر على الفعل و بالتالي على التأثير . شجاع ، مضحي حتى وإن كانت التضحية في سبيل مصلحته الخاصة، أو مصلحة ذويه ، وأنه حريص أن يترك ورثته أغنياء، مهما كانت ظروفه المادية.  دون أن يلتفت إلى خصائص الإنسان التي بدونها لا يستطيع العيش كإنسان ، 
فذلك الأب الفاضل المقدس في نظر بينه، لا تنتابه لحظات تختل فيه القواعد الإخلاقية والإجتماعية، وتمتد يده وعينه إلى ما متع الله به غيره من عباده ، ويشعر بالعجز والحيرة أمام معضلة تستعصي على قدراته المادية أو المعنوية ، وذاك (الأب المقدس)، قد يرى أن أخيه ليس من حقه الإنفراد بما جمعه لنفسه ولبنيه. وذلك (الجد المقدس) إنما برز بين أنداده لأنه أفلح في أن يخفي عن الآخرين ما بث فيه الخالق من نقائص ضرورية لمواجهة الحياة . 
في نقاشي مع بعض الأهل والأصدقاء حول ما أكتبه عن( تلك الأيام)، اكتشفت أنهم رغم إعجابهم بما أكتب، وتمنيهم الاستمرار فيه،  إلا أنهم مصابون بامتعاض إجتماعي نتيجة لمس (الصورة الهلامية المقدسة لأسلافهم)، فهم يعرفون أنا ما تبدية ملامح الصورة التي ارتسمت في وجداني،  والتي انقلها بصدق عن أناس ومواقف عشتها ملامح صادقة ، لكنهم يودون لو ظلت تلك الملامج الحادة غائبة عن الصورة حتى لا تهتز تلك (الصورة الهلامية المقدسه للأسلاغ  ) التي توافقوا مع الجماعة الشعبية عليها، رغم عدم دقتها . 
   فعدم الدقة في نظر الجماعة الشعبية أفضل من الحقيقة الخشنة التي تهز صورة الأسلاف المقدسة .وتمنى كل منهم أن أكتب عن أسلاف غيره بهذا الصدق وهذا التجرد .  
لهذا قررت أن أستمر في كتابة الصور الاجتماعية التي نشرت بعضا منها تحت عنوان ( من تلك الأيام ) ، وبنفس النسق والتجرد الذي تعودتموه ، لكن استجابة لآراء من أحترم رأيهم ، قررت عدم نشر المزيد من تلك الصفحات على صفحات التواصل الإجتماعي  .. ومن شاء أن يتابع تلك الصفحات فعليه إنتظار طباعة الكتاب الذي يحمل تلك الأعمال _ إن طبع -  وآمل ألا يحول تقديسنا لأسلافنا دون رؤيتنا للحقيقة .

مساحة إعلانية