مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: الصحابي الجليل سعد بن معاذ سيد قبيلة الأوس

2025-03-15 05:22 AM - 
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب: الصحابي الجليل سعد بن معاذ سيد قبيلة الأوس
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

 هو السيد الكبير، الأنصارى ، أبو عمرو الأشهلىّ الأوسىّ ، الصحابىّ الجليل ، البدرىّ ، الذى اهتز العرش لموته، إنه سعد بن معاذ ( رضى الله عنه ) بن النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل - وكنيته أبو عمرو - كانت مناقبه مشهورة ، وكان سيّدًا لقبيلة الأوس فى يثرب قبل الهجرة النبوية - على حداثة سنّه ،  وُلد  فى يثرب سنة 32  ق. هـ -
قالوا : إن يُسلم "السعدان " يصبح  "محمد"  لا يخشى خلاف المخالف (  والسعدان هما : سعد بكر ، وسعد تميم ، وهما سعد بن عبادة ، و سعد بن معاذ - وهو سعد الخزرجيين الغطارف -) و كان سعد قد أسلم على يد مصعب بن عمير الذى أرسله النبى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلى يثرب ليعلّم أهلها دينهم ، فأسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل  كلهم .. وقيل : إنه لما أسلم ، وقف على قومه فقال : يا بنى عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمرى فيكم ؟ قالوا : سيّدنا فضلا ، وأيمننا نقيبا ، قال : فإن كلامكم علىّ حرام ، رجالكم ونساؤكم ، حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، فما بقى فى دار بنى عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا، كما أصبحت داره مقرًّا لمصعب بن عُمير وأسعد بن زرارة ، يدعوان فيها أهل يثرب إلى الإسلام ، وكان سعد بن معاذ - ومعه أُسيْد بن حضير أحد الأربعة المعدودين فى الأوس - من تولى كسر أصنام بنى عبد الأشهل ، وبعد الهجرة آخَى النبى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بينه وبين أبى عُبيدة بن الجراح - وقيل وبين  سعد بن أبى وقّاص -
 وقد شهد سعد مع النبى غزوة بدر،  حاملا راية الأوس .. وقد اتصف سعد بأنه كان شديد الحب لرسول الله ، والخوف عليه مما يضرّه واتصف بدفاعه وحمايته لرسول الله ومناصرته له، حين يسمع الكافرين يسبونه ، حتى عرض عليه يوم بدر أن يقيم له عريشا يجلس فيه ، ويقوم بحمايته من العدوّ ، فدعا له رسول الله وأثنى عليه ..!
لقد كان سعد(رضى الله عنه) أصغر من النبى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بإحدى وعشرين سنة ، وهذا الفارق العمرى لم يكن عائقا  أمام أن يضع سعد نفسه صديقا مقرّبا  ورفيقا وفيّا للنبىّ (صلى الله عليه وسلم ) بل استطاع أن ينال ثقة النبى (صلى الله عليه وسلم) وكان  يكلّفه بمهام بغاية السرية ..!
شهد مع النبى محمد غزوة أُحد، وثبت معه فى القتال لمّا ولّى المسلمون عنه، وحين رُمى سعد بسهم  قد أحدث جرحا عميقا فى ذراعه، فجعل له رسول الله خيمة قرب المسجد، ليعوده من قريب أثناء الغزوة ، وكان الذى رماه ، من قريش، فقال سعد " اللهم إن كنت أبقيت  من حرب قريش  شيئا ، فابْقنى لها ، فإنه لا قَوم أحَبّ إلىّ من أن أجاهدهم  فيك ، من قوم آذوا نبيّك وكذبوه وأخرجوه ، اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم  فاجعلها لى شهادة ، ولا تُمتْـنى حتى تقرّ عينى من بنى قريظة - وكان سعد حليفهم فى الجاهلية - وحين احتُضر سعد ، قام النبى وعانقه ، وما لبث أن  مات ، فبكى أبو بكر وعمر ، وحزن النبى وبكى عليه حتى ابتلت لحْيته ( وكان النبىّ محمد لا تدمع عينه على أحد ، ولكنه كان إذا حزِن أخذ بلحيته ) وصلى عليه  النبىّ، وشهد دفنه فى البقيع ( كانت وفاته سنة 5 هـ ، بعد غزوة الخندق بشهر واحد).. وقال ( صلى الله عليه وسلم ) " والذى نفسى بيده ، لقد استبشرت الملائكة بروح سعد، واهتزّ له العرش " .. وروى عنه (صلى الله عليه وسلم) قوله " لقد نزل من الملائكة فى جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفا، ما وطئوا الأرض من قبل " ، وقيل جلس النبى على قبر سعد وهو يُدفن فقال : سبحان الله ، مرتين ،  فسبح القوم ، ثم قال : الله أكبر، مرتين ، فكبروا ، وقال أسيْد بن حضير الخزرجى ، ليَحقّ لى أن لا بكى على أحد بعد سعد بن معاذ  ..!

مساحة إعلانية