مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

منوعات

العصا عند العرب: جمعها: الطيب أديب

2023-08-01 03:41 PM - 
العصا عند العرب: جمعها: الطيب أديب
الطيب أديب
منبر

"سنة الأنبياء؛ وزينة الصلحاء؛ وسلاح على الأعداء؛ وإرث الأباء للأبناء؛ومآرب أخرى.! ( العصا "المثنى عَصَوَان؛ الجمع عُصِيّ وعِصِيّ". وارتبط الإنسان بالعصي منذ القدم؛قال بن دريد- رحمه الله - إنما سميت العصا عصا لصلابتها مأخوذة من قولهم : عص الشيء وعَصَا وعَسَا إذا صلب . والعصا عود من الخشب يتوكأ عليها وَيهشُ بها على الغنم ولها فوائد أخرى كما قال نبي الله موسى-عليه السلام-: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى )."سورة طه". ووردت كلمة العصا في القرآن في 12 آية. *أشهر عصا في التاريخ:
- عصا سيدنا موسى -عليه السلام -وعصا سيدنا سليمان -عليه السلام-.
- العصا الذهبية التي وجدت في مقبرة الملك الفرعوني الشاب "توت عنخ أمون".


 -وأما عصا "دّرة" سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- فقد أفاض في وصفها المؤرخون واعتبروها آداة تأديب وتقويم وقصاص وحث على العمل؛ومن الأخبار النادرة عن الدّرّة العمرية في كتب الصّحاح، ما رواه البخاري رحمه الله، “سأل سيرين أنسا المكاتبة، فأبى، فانطلق سيرين إلى عمر فدعاه عمر وقال له، كاتبه، فأبى، فضربه بالدرة وتلا: فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا” فكاتبه. -وطلق رجل زوجته ألفا، فعلاه عمر بالدرة، وقال: “كان يكفيك ثلاث”. وعندما رأى رجلا يجر شاة ليذبحها، فعلاه بالدرة، وقال: “سقها إلى الموت سوقا جميلا.
*منافع العصا: وعن منافع العصى قال الإمام القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسيره الجامع لأحكام القرآن: ( تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم ابن عباس ، قال : إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا ، وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني ، وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها ، وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة ، وأقاتل بها السباع عن الغنم . وروى عنه ميمون بن مهران قال : إمساك العصا سنة للأنبياء ، وعلامة للمؤمن . وقال الحسن البصري : فيها ست خصال ؛ سنة للأنبياء ، وزينة الصلحاء ، وسلاح على الأعداء ، وعون للضعفاء ، وغم المنافقين ، وزيادة في الطاعات . ويقال : إذا كان مع المؤمن العصا يهرب منه الشيطان ، ويخشع منه المنافق والفاجر ، وتكون قبلته إذا صلى ، وقوة إذا أعيا . ولقي الحجاج أعرابيا فقال : من أين أقبلت يا أعرابي ؟ قال : من البادية . قال : وما في يدك ؟ قال : عصاي أركزها لصلاتي ، وأعدها لعداتي ، وأسوق بها دابتي ، وأقوى بها على سفري ، وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي ، وأثب بها النهر ، وتؤمنني من العثر ، وألقي عليها كسائي فيقيني الحر ، ويدفئني من القر ، وتدني إلي ما بعد مني ، وهي محمل سفرتي ، وعلاقة إداوتي ، أعصي بها عند الضراب ، وأقرع بها الأبواب ، وأتقي بها عقور الكلاب ؛ وتنوب عن الرمح في الطعان ؛ وعن السيف عند منازلة الأقران ؛ ورثتها عن أبي ، وأورثها بعدي ابني ، وأهش بها على غنمي ، ولي فيها مآرب أخرى ، كثيرة لا تحصى).


* وفي أمثال العرب : عنيت كتب الأمثال القديمة بالعصا، وأكثر من استقصاها هو الميداني في كتابه الرائع "مجمع الأمثال"، و الزمخشري حين ألف كتابه "المستقصى في الأمثال"  ومن بين هذه الأمثال، إنَّ الْعَصَا مِنَ الْعُصَيَّةِ، يضرب في الجليلَ يكون في بَدْء أمره صغيرا. وقولهم، إنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ العَصا، يضرب فيمن نَفْعُه أَعَمَّ من نفع غيره. وقولهم، إنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الْحِلْم، يضرب لمن إذا نُبِّه انتبه. وقولهم، "شَقَّ فُلاَن عَصَا المُسْلِمينَ"،يضرب مثلا لكل فرقة. وقولهم، "العَبْدُ يُقْرعُ بالْعَصَا والحُرُّ تَكْفيِهِ الإشَارَةْ"،وقولهم، "قَدْ ألقى عَصَاهُ، إذا استقرَّ من سَفَر أو غيره").

مساحة إعلانية