مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
المتسولون ليسوا أولئك الذين نراهم يلبسون ثياباً رثَّة ويمدُّون أيديهم في الطرقات.
هناك متسولون مرموقون!
منهم شعراء كابن هانئ الأندلسيّ الذي قال للخليفة:
ما شئتَ لا ما شاءت الأقدارُ
فاحكم فأنت الواحـدُ القهـارُ
وهناك شعراء العصر الحديث الذين جعلوا لكل مناسبة سبوبة لهم وبالذات وقت الانتخابات البرلمانية فترى أحدهم يكتب عن بعضهم بما ليس فيه ، ويلبسهم ثوباً ليس عليهم على الإطلاق ويذكر ما ليس فيهم كل هذا النفاق والافتراء والكذب والرياء ، من أجل حفنة من المال لا تغني ولا تسمن من جوع .
لذلك تشعر تجاهه بالقرف والقماءة والشرذمة الحقيقية عندما ينظر إليه أحدهم ويقرأ بما ليس فيه فييقن أن هذا نصاب وكذاب آشر يتسول منه بشكل غير مباشر ثمن وجبة ومشروب وحجر شيشة على المقهى .
وهناك مُفتون جعلوا الدِّين في أيديهم كالقماش يُفصّلونه على مقاس من يدفع أكثر!
وهناك متسولون عندهم قنوات تلفزة..
وهناك موظفون متسولون عند رئيسهم.
هؤلاء لا يمدون أيديهم كالمتسولين الذين ترونهم في الشوارع...
هؤلاء يمدُّون ماء وجوههم!
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
