مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

النص الكامل لكلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس سنغافورة

2025-09-20 18:48:48 - 
النص الكامل لكلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس سنغافورة
المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس سنغافورة
منبر

كتبت إيمان بدر

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس/ ثارمان شانموجاراتنام، رئيس جمهورية سنغافورة الصديقة،

السيدات والسادة،

 يسرني اليوم أن أرحب بفخامة الرئيس "ثارمان"، رئيس جمهورية سنغافورة في القاهرة، في زيارة تمثل خطوة جديدة للأمام على طريق علاقاتنا الدبلوماسية التي توشك على إتمام عامها الستين في خلال شهور قليلة، وهي العلاقات التي أثبتت عبر هذا التاريخ أنها علاقات قوية ومتميزة يحدوها الاحترام المتبادل والتفاهم والتوافق حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

إن مصر لتعتز بأنها كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال سنغافورة عام ١٩٦٥، بل وكانت أول دولة عربية وأفريقية تقوم بذلك، وترسي مع سنغافورة أسس علاقات صداقة وتفاهم راسخة وممتدة حتى اليوم، ونتطلع إلى تعزيزها في المستقبل.

وفي هذا السياق؛ ناقشت اليوم مع فخامة الرئيس "ثارمان" مستقبل العلاقات الثنائية بين مصر وسنغافورة وكيفية دفعها إلى آفاق أرحب لاسيما على الأصعدة الاقتصادية والثقافية وفي مجال تبادل الخبرات وبناء القدرات، وكذلك فيما يتعلق بالتعاون مع الأزهر الشريف.

وقد تطرقنا في لقائنا اليوم إلى سبل تعظيم التعاون الاستثماري والتجاري بين مصر وسنغافورة، والذي شهد تطورًا كبيرًا في السنوات الماضية، وذلك بهدف الارتقاء به إلى مستويات أعلى، تتوافق مع مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع بلدينا وتتناسب أيضًا؛ مع ما يملكه البلدان من إمكانيات، وقد أكدت انفتاحنا على تقديم كل الدعم للاستثمارات السنغافورية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين لوجود فرص واسعة لتنشيطه وتوسيع نطاقه.

الحضور الكريم،

لا شك أن ما تملكه سنغافورة من إمكانيات كبيرة في مجال التجارة والاستثمار، وما تملكه مصر من مقومات جاذبة للاستثمار، وما حققته من تقدم في تطوير بيئتها الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة، يؤهلنا إلى إقامة شراكة اقتصادية متميزة فيما بيننا تمتد أيضًا إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، باعتبار مصر بوابة طبيعية لإنشاء شراكات نوعية بين مصر وسنغافورة في مشروعات استثمارية وتجارية في الكثير من دول الشرق الأوسط وأفريقيا.

وإنني أغتنم هذه الفرصة لأجدد الدعوة لكافة المؤسسات والشركات العامة والخاصة في سنغافورة، لضخ المزيد من الاستثمارات في السوق المصرية، والتي تشهد طفرة كبيرة في العديد من المجالات، مما أهلها لجذب استثمارات ضخمة في السنوات الماضية من مختلف الدول؛ ومن بينها سنغافورة، ونأمل أن يشهد منتدى الأعمال المصري السنغافوري الذي سيعقد بالتزامن مع هذه الزيارة المهمة، تحقيق خطوات كبيرة للأمام على صعيد زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين

السيدات والسادة،

 لقد أكدنا خلال اللقاء على أهمية تنشيط تبادل الخبرات والبرامج التدريبية وبناء القدرات في العديد من المجالات التي تهم البلدين وعلى رأسها مجالات النقل البحري والجوي، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والحوكمة، والحفاظ على البيئة، والطاقة المتجددة وغيرها والتي قطعت فيها كل من مصر وسنغافورة أشواطًا كبيرة خلال السنوات الماضية وسيكون من المفيد للجانبين تحديد المزيد من أوجه التعاون فيها.

وفى هذا الإطار؛ فقد شهدنا اليوم توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات الزراعة والصحة والنقل البحري، والتدريب وتعزيز الشراكة الاقتصادية وهو ما يؤكد وجود آفاق كبيرة لتعزيــز التعــاون بيـن البلديـن.

وعلى الصعيد السياسي؛ تباحثت مع فخامة الرئيس "ثارمان" حول ما تمر به منطقة الشرق الأوسط من منعطف خطير وظروف استثنائية، لاسيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث تناولت الجهود المصرية الرامية إلى وقف الحرب في غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من أزمة متفاقمة ناتجة عن الممارسات الإسرائيلية الغاشمة، لاسيما في ضوء ما نشهده من توسيع للعمليات العسكرية في قطاع غزة.

وقد أعدت التأكيد على موقف مصر الثابت ضد تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، والرافض لتصفية القضية الفلسطينية، وشددت على أنه لن يتسنى تحقيق السلام العادل والشامل والاستقرار في المنطقة دون منح الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، وقد لمست توافقًا كبيرًا مع فخامة الرئيس "ثارمان" على رؤيتنا لسبل وضع حد للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وإنني لأغتنم هذه الفرصة لأعرب لفخامة الرئيس عن تقدير مصر البالغ للمساعدات الإغاثية التي قدمتها - ولا تزال تقدمها - سنغافورة للشعب الفلسطيني الشقيق في محنته الحالية، والتي تترجم التزامًا إنسانيًا كبيرًا من جانب سنغافورة تجاه محنة الأشقاء الفلسطينيين.

مرة أخرى؛ أرحب بفخامة الرئيس "ثارمان" في القاهرة، وأتمنى لفخامته كل التوفيق ولشعب سنغافورة دوام التقدم والرخاء.

مساحة إعلانية