مساحة إعلانية
صرفت الأحداث في فلسطين الشقيقة بسبب وحشيتها وكون العدو الإسرائيلي طرفًا أصيلًا فيها، النظر بصفة مؤقتة عن الحرب الأهلية في السودان بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي".
الأحداث تصاعدت خلال الفترة الأخيرة، وعلت فيها يد الدعم السريع على الجيش، واستهدفت العديد من الماوقع وفجرت طائرة من طراز c 130، ولا تزال المعارك مستمرة.
سيطرة قوات الدعم السريع على حامية مدينة المجلد بعد انسحاب قوات الجيش منها إلى رئاسة قيادة الفرقة (22)، وتخطط حاليًا لتكثيف تحركاتها وتعزيز مواقعها في محيط المدينة بغرض إحكام الحصار عليها تمهيداً لشن هجوم واسع وشيك على المدينة.
واستولت قوات الدعم السريع خلال الفترة الأخيرة على عدة مقرات للجيش منها: نيالا وزالنجي والجنينة والضعين باستثناء الفرقة السادسة في مدينة الفاشر بشمال دارفور.
وفي خطوة استقطابية خطيرة، أعلنت قوات "الدعم السريع" ترحيبها بانضمام أكثر من 3700 ممن سمتهم بشرفاء القوات المسلحة، بقيادة ثمانية من كبار ضباط الفرقة 22 للجيش – بابنوسة، ومن مناطق بليلة والتبون والستيب، إلى صفوف قواتها "استجابة لنداء قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي").
ووصلت المعارك غرب كردفان بإعلان قوات الدعم السريع الاستيلاء على مطار بليلة (55 كيلومتراً جنوب غربي مدينة الفولة عاصمة الولاية)، ودخول حقول النفط القريبة منه (بليلة وهجليج).
وسيطرت "الدعم السريع" على حامية المجلد التابعة للجيش السوداني بولاية غرب كردفان بكامل عتادها الحربي بعد مواجهات عنيفة دارت بين الطرفين حول مقر الجيش قبل أن تسيطر عليه القوات المهاجمة، وتنسحب القوات الحكومية باتجاه مدينة بابنوسة في الولاية ذاتها التي تشهد مخاوف وتوترات جراء هجوم قوات "الدعم السريع" عليها.
في ظل تقدم قوات الدعم السريع، أعلن المجلس الانتقالي السوداني زيارة رئيسه عبدالفتاح الرهان لجيبوتي رفقة وزير الخارجية ورئيس المخابرات.
ويرى محللون وخبراء، أن انتصار قوات الدعم السريع في حربها على الجيش يعني أن السودان دخل في حقبة سوداء جديدة، انتقلت فيه من الصراع على السلطة إلى إسقاطه كبلد، باعتبار أن قوات الدعم السريع في الاساس تصنف على أنها ميليشيات وتصفها بعض البلاد بالإرهابية.
الأزمة أن سيطرة الميليشيات تعني انتقال الحكم مع الوقت لها، وسينتقل هنا السودان بتاريخه الدبلوماسي الكبير من الحكم وإن اختلفنا مع القائمين عليه، إلى حكم الميليشيات أو الأفراد الذي لا يعيرون القانون أدنى انتباه.