مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

عالم السياسة

تحليل إخباري: لا بشار ولا الميليشيات.. هذا ما تستحقه سوريا 

2024-12-08 15:56:48 -  تحديث:  2024-12-08 16:03:52 - 
تحليل إخباري: لا بشار ولا الميليشيات.. هذا ما تستحقه سوريا 
صورة أرشيفية
منبر

خاص- منبر التحرير

يبدو التهليل بالمشهد السوري الحالي نوعًا من المراهقة السياسية التي يُفترض أن تكون انتهت بعد 13 عامًا من المعاصرة للربيع العربي، الذي أثبت أن اللاشيء أفضل من النصف ثورة.
قبل الغوص في هذه الرؤية فإن هذا لا يُمكن أن يكون أبدًا تأييدًا لبشار الأسد، الذي أخطأ في حق شعبه كثيرًا، بل بالتأكيد لا بد أنه ستلاحقه جرائمه أينما هبطت طائرته التي أقلعت من دمشق.
هنا أيضًا لا بد أن نقول أن الاختيار للشعوب، وعلى الجميع أن يحترم ما تقرره الشعوب لنفسها وإن كانت خاطئة.
أولًا: وبالعودة إلى سوريا ما قبل سقوط بشار، فإنها كانت مسرحًا للأطراف الدولية، روسيا والصين وأمريكا وتركيا، وكل هذه الدول آمنت بدين الطائفة التي دعمتها فروسيا كانت علوية وأمريكا سنية والقائمة تطول.
 ثانيًا: فات على كثيرين مصطلحات أدخلت إلى الداخل السوري لم يكن ليقبلها دون أوضاع استثنائية تسبب فيها الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعدم استماعه لشعبه، منها مصطلح المعارضة المسلحة، فمنذ متى أُلحق مسمى التسليح بمفهوم المعارضة الذي لا ينطبق إلا على المتمردين أو الإرهابيين.
والمعارضة كانت دومًا محلها السياسة، والسلاح محله الحرب، لكن اختلط الحابل بالنابل، فوصف الإرهابي بالسياسي لأن مموله أمر بتلميعه، ونجحت الخطة، حيث اصبح مصطلح المعارضة المسلحة دارجًا على لسان كثيرين ممن سقطوا في الفخ.
يقينًا لم تكن هذه التصريحات عبثًا، بل هناك أجهزة إعلامية صاغت هذه المسميات بتعليمات من حكوماتها، وكانت جزءًا من الحرب بالتأكيد.
الغريب أن كثير من الإرهابيين كانوا مثل النظام السوري في المعارضة باللسان فقط للعدو الإسرائيلي، فيما كانوا هم في يقظة تامة لبعضهم البعض، أما مع إسرائيل فلا أرى ولا أسمع ولا أتكلم.
أيضًا لا يمكن أيضًا قراءة هذا بمنأى عن القرار الإسرائيلي بقصف أماكن أسلحة قال إنها خطرة، في حين أنه لم يتذكر هذه الاسلحة الخطرة في يد النظام السوري إلا بعد افتقاد هذا النظام للسيطرة وسقوطه، والحقيقة أن الاحتلال الإسرائيلي كان يُدرك يقينًا أن هذه الأسلحة لن توجه ضده طالما أنها في يد نظام بشار الأسد.
أيضًا كيف لعاقل أن يقبل بأن يكون إرهابيًا في صفوف داعش، وقائد جبهة النصرة المُصنفة إرهابية هو من يستعد ليكون الرجل الأول في سوريا. 
الحقيقة أن الميليشيات لم يثبت لهم تجربة واحدة ناجحة في كل بقاع العالم،  وبالتالي فإن المبالغة بالفرح في سقوط بشار قد تكون سببًا في عض أصابع الندم والقول إن نار بشار ولا جحيم الميليشيات.
بشار ليس ملاكًا ولا يمكن تبرئته مما ارتكب من جرائم، لكن هل ستكون الميليشيات هي الحل ضد كل من يتجبر على شعبه.
الحقيقة أن الرؤية الوطنية ينبغي أن تنطلق من أن يقرر السوريون مصير سوريا، لا تركيا ولا أمريكا ولا روسيا.
والحقيقة أن الوطني السوري العربي، لا يرضيه أبدًا إجرام بشار ولا سيطرة الميليشيات، فالشعب السوري يستحق ما هو أفضل لا أن يُترك بين نار وجحيم.
دمشق وحلب وحمص وإدلب وكل بقعة شامية تستحق مستقبل أفضل.. وهو ما لن يتحقق إلا بالشعب السوري ابن هذه الأرض وليس للناطقة ألسنتهم بالتركية والإنجليزية والروسية.

اقرأ ايضًا

مساحة إعلانية