مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

تعريف بالإنموذج الأمثل للوحدة الوطنية المخلصة بصعيد مصر العامر

2025-07-08 08:21:00 - 
تعريف بالإنموذج الأمثل للوحدة الوطنية المخلصة بصعيد مصر العامر
محمود النعيمي
منبر

بقلم : محمود النعيمي
إن العقل ليقف مندهشاً متعجباً من هذا الإنموذج الوطني الصِرف ويقف له احتراماً وتبجيلا وتقديراً على إنموذجه المشرف الذي يحتذى به في كيف تكون الوحدة الوطنية المخلصة والتسامح الديني الصادق واحترام الآخر ومعتقده والمحبة النابعة من أعماق القلب الطيب النقي إنه رجل الأعمال الصعيدي معالي المستشار / منتصر فتحي عباس محمد ابن قبيلة السماعنة الهوارة الأشراف بقرية كوم جابر مركز أبوتشت شمال محافظة قنا
شخصية مقالنا هذه هو رجل عصامي بنى نفسه بنفسه رغم أنه قد ورث العز والمجد والشبع كابراً عن كابر إلا أنه ولد بشخصية لها سمات عظيمة ، شخصية قيادية بحد ذاتها ولها طموحات وأفكار عظيمة خاصة بها حتى أنه لم يكن يحب اللعب صغيراً وكما قال الشاعر

فإذا كانت النفوس عظامٌ
تعبت في مرادها الأجسام

فلم يكتفِ بما لديه وأنشأ لنفسه طريقاً وتوجهاً يلبي له طموحاته وأفكاره فأسس شركته الخاصة في التعمير والإنشاءات وكان من ضمن مشاريعه المتعددة كنيسة القديسة دميانة بوسط القاهرة فرممها وأنشأ ملحقاتها في زمن قياسي وهذا الزمن القياسي أثار إعجاب نيافة الأنبا تواضروس الثاني وكل القيادات الكنسية من روعة الإتقان وسرعة الإنجاز دون تسجيل حالة إصابة واحدة أو مخالفة قانونية تذكر أو شكوى من حي أو جار ولم تسجل ساعات العمل حتى يوم أجازة واحد وبأقل من ثلث التكلفة في المواد والأجور فسأله نيافة الأنبا تواضروس الثاني عن هذا الإنجاز العظيم في وقت قياسي فأجابه بقوله : إنني أعمل في بيت من بيوت الله عز وجل فتحتم علي أن أعمل فيها بجد واجتهاد وَهِمَّـةٍ ونشاط وإخلاص كما لو أنني أعمل في مسجد ، فإن الكنيسة والمسجد هما بيتان من بيوت الله عز وجل وكلاهما عندي سيان فأثار كلامه إعجاب نيافة الأنبا تواضروس الثاني وكان الإعجاب نابعاً من كون نيافة البابا تواضروس رجل له عقل رصين وأفق واسع وحكمة بالغة فعلم أن من يقول هذا الكلام ويفعله تطبيقاً على أرض الواقع هو رجل صادق غير مدعٍ أو مرائي لأن الفعل أثبت القول فاحتضنه عدة دقائق متواصلة وقبله حتى أنه قد أخذه معه وأجلسه بجواره وقال له نصاً --أي نيافة الأنبا تواضروس الثاني- (( انت إبني إللي ما خلفتهوش )) ومن هنا نشأت العلاقة الوطيدة علاقة الأب الحنون بإبنه الحبيب بين نيافة الأنبا تواضروس الثاني دام ظله الوارف على مصرنا الحبيبة وبين المستشار منتصر فتحي عباس محمد فكان ولازال هو الرجل الصعيدي الوحيد الأحب إلى قلب نيافة الأنبا تواضروس الثاني إلى يوم الناس هذا فلا يمر أسبوع حتى يتواصل معه ومع نيافة الأنبا روفائيل رئيس المجمع المقدس والأنبا يونان النائب الأول لقداسة البابا الذي زار الصعيد والتقى على أرض قنا العزيزة بالمستشار منتصر فتحي عباس في زيارة هي الأول من نوعها تقديراً لجهوده المتميزة في بناء الكنائس وترميم الكاتدرائيات
لا يعلم كثير من الناس في قرية المستشار منتصر فتحي عباس أن من فرش بعض مساجدها وتبرع بتجديدها وتركيب مكيفاتها ومبردات مياهها هو نيافة الأنبا تواضروس الثاني مناصفة مع المستشار منتصر فتحي عباس بل أن أغلب الطرق التى عُبِّدت والقناطر والكباري التي رممت وأنشأت وطلمبات المياه الجوفية التي غرست على الطرقات وفي الحقول كانت مناصفة تبرعات ومنح وهدايا بين البابا والمستشار ولأنها هدايا نابعة من تقوى القلوب الطيبة المؤمنة المتسامحة وحب الخير لم يزعج المستشار منتصر فتحي عباس أن بعض الناس نسب كل ذلك لنفسه أو نسبها لغير البابا والمستشار رغم أنه كان ولا يزال هو من أول المستفيدين من هذه التبرعات وهو يعلم علم اليقين من أخرجها للناس لأن التبرعات كانت صدقة مخفية فقد أخرجها المستشار منتصر بالملايين العديدة سراً لينال أجرها من الله عز وجل ونصب عينيه قوله تعالى (( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتأتوها الفقراء فهو خير لكم )) وكم من مديونين وكم من فقراء وكم من مرضى وكم من إيامى وأرامل ومحرومي السكن قد نالوا حقوقهم الواجبة من هذه التبرعات ولا يدرون من أخرجها لهم فالبابا والمستشار لا يريدان من ذلك جزاءً ولا شكورا رغم أن البعض يروجون لغير ذلك ويدعون فعل غيرهم كما وصفهم عز وجل بقوله تعالى في كتابه الكريم (( يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ))
حقاً إن الناظر بعين منصف لهذا المثال وهذا الإنموذج يجده في غاية الروعة والجمال الذي لم يسبق له مثال ، فهو إنموذج يشرف أن يحتذى به إذ إن المستشار والبابا كلُّ منهما كان يعمل للآخر سواءً أكان على دينه أو دين غيره فقد طبقا كلمة الراحل العظيم نيافة البابا شنودة الثالث طيب الله ثراه (( مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطنٌ يعيش فينا )) وكلمة نيافة الأنبا تواضروس الثاني (( وطنٌ بلا كنائس خيرٌ من كنائس بلا وطن )) وللحق نشأت بينهما علاقة أبوية تفرح بها جميع الأديان وتقدسها الإنسانية جمعاء فلا حرمهما الله من بعضهما ولا حرمنا الله منهم

مساحة إعلانية