مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

حازم رفعت يكتب: صرخة السماء الأخيرة ... رسالة الحُلم ونور الاستعداد

2025-08-05 00:02:20 - 
حازم رفعت يكتب: صرخة السماء الأخيرة ...  رسالة الحُلم ونور الاستعداد
حازم رفعت
منبر

في لحظةٍ تعانقت فيها الحياة والأبدية، خطّت ماري رؤياها الأخيرة بكلماتٍ من نور لم تكد تفرغ منها حتى ارتمت رأسها على كتف زوجها، لتغادر هذا العالم في هدوء الملائكة وطمأنينة أبناء السماء.

حلمت ماري بعمارة كبيرة، تحمل في طياتها رموز المجتمع وأدواره المتعددة، رأتها برجًا من سبعة طوابق، يحتضن الأهل والأحباب والجيران والغرباء، فجأةً يدق الهاتف الأرضي ليحمل صوتًا سماويًّا: قائلًا لها "أنا يسوع، اذهبي إلى الجميع وقولي لهم البسوا واستعدوا، فقد اقتربتُ.

 تلهف قلبها وأسرعت تنقل وصية السماء من باب إلى باب، تطرق الأبواب والمخاوف، وتدعوك بلا ملل لأن تتهيأ وتلبس ثوب الاستعداد.

قليلون من استجابوا، وآخرون علّقوا الخطوة على انتهاء المسلسل أو انصراف الضيوف، والبعض انسحب إلى الأعذار والراحة رغم دموعها وتوسلاتها، وفي لحظة الحق، أتى المُخلص ولم يكن الجميع مستعدين؛ من أهّلوا أنفسهم وجدوا ملابسهم، ومن سوّفوا وجدوا الدواليب خاوية والفرصة سريعة الزوال.

انسكبت الدموع، وغادر المستعدون السلم بخطوات مبلّلة بالحسرة على الأحبة المتروكين خلف الأبواب المغلقة. 

عند باب العمارة، يسوع في استقبالهم، يمسح الدمع ويحتضن القلوب، ويأخذهم إلى مرج سماوي تحفّه الطمأنينة وأكاليل البركة.

تأمل ماري الحلم وتكشف معناه،  العمارة مجتمعنا، والأدوار أجيالنا، والدعوة الإلهية قائمة الآن للجميع، قبل أن يمضي الزمن وينتهي "مسلسل الحياة". 

كم من مرة ساقنا الشيطان في دوامة الانشغال، وكم من مرة أجلنا استعداد القلب للأبدية!

هذه ليست رؤيا عابرة، بل جرس إنذار في آخر الزمان، وتأكيد لوعد الرب: "ويكون في الأيام الأخيرة أنّي أسكب من روحي على كل بشر"(أعمال 2: 17).

احمل الرسالة، وانقلها بعين القلب وروح المسؤولية، فربما تكون سبب خلاص لقريب أو مجهول، وأنت من يدق بابه اليوم قد لا يتكرر له الغد.

مساحة إعلانية