مساحة إعلانية
ياسر القاضي
لا شىء يفصل بين الدين والدنيا ، لأن الفصل بينهما نوع من أنواع نزع الروح من الجسد ، إن الحقيقة التي باتت كفلق الصبح مخادع من يطمسها لأنه لايريد أو يبغي سوي النوم في ظلمة مفتعلة من جانب نفسه ، ولا غرو أننا بتنا ندرك تماماً أن سيطرة المادة علي حياتنا جعلت من الجمود ماله شأو وشأن لدي من غلت قلوبهم عن نوازع الخير والرحمة والإنسانية، فبحثوا جادين في طمس هوية كل من له علاقة بالدين فلا حلال ولا حرام عندهم ، فبادروا مسرعين في فصل الدنيا عن الدين ، والباحث في جميع الأديان السماوية التي نزلت لا يجد نصا يؤيد قولهم أو يأخذ بمرابط ألسنتهم ، إذ القول الفاصل في هذا الأمر يؤكد علي أن علاقة الدين بالدنيا علاقة الروح بالجسد، وإن مسيرة العلم في هذا الدرب مسيرة طويلة تحتاج إلي مدارستها لمن يجهلها ، إن العالم اليوم بحاجة ماسة إلي بناء علاقة الدين بالدنيا ليعود العالم بأكمله إلي روحه التي انتزعت منه بفعل شركاء الأبالسة الملاعين الذي تاجروا في كل شىء حتي في الإنسانية المطلقة ، ومن منا لا يري بأم عينه سوءات الدول الغربية التي باتت تصفق للباطل وتطعمه من سم جهنم - وها هي إسرائيل - لعينة هذا القرن ومركز سوأته باتت تمد يدها علي كل حدب وصوب لنزع فتيل الرحمة وفرض عناق السيطرة ، « غزة « كلمة باتت كشراب العلقم لكل من يسمعها في سجون العالم المقيدة بأغلال الإرهاب وفرض السيطرة ، هل قامت القيامة علي أهل هذه الأرض ؟ لذا نراهم يعذبون علي سوء فعلهم ، هل بات الأمر كذلك ؟ ألا يخبرنا عاقل أو عالم بأمور الدين بأن ما نراه ليست قيامة غزة بل هي حروب إبليس وجنوده علي أهل هذه الأرض ،وماذا بعد ؟ هل سيظل هؤلاء يعذبون في الأرض إلي أن تقوم قيامتهم لينالوا فسيح جنتهم ؟ نحن لم ندرك بعد هول هذا الصمت المتخاذل الذي لبس لباس الصم والبكم ، فلا رؤية ولا سمع ، وقد ندرك يوما بعدما تمتد نيران هذا العابث في الأرض فسادا ، وحينئذ لن تقوم لنا قائمة.
hyasser10@yahoo.com