مساحة إعلانية
ياسر القاضي
فكرت مليا قبل أن أمسك بالقرطاس والقلم لأكتب مقالي هذا ، لأن اعاصير الأفكار التي تراودني من فينة لأخري توقفت حينما رأتني أبذل جهدا علي غير المعتاد في سبر أغوار سير العظماء من العرب ممن قادوا العالم بأطراف أناملهم ، ساقتني الذاكرة للدخول عبر محيا التاريخ ، فوجدتني أمسك بعصا “موسي “ وأجلس علي كرسي “ سليمان “ واشاهد معجزات “ عيسي “ وحكمة “يوسف “ في معرفة خزائن الأرض - عليهم السلام جميعا - سعيت سعيا حثيثا لأقرأ رسائل سيدنا “محمد “صلي الله عليه وسلم إلي ملوك الأرض في مشارقها ومغاربها ، نازعني الشك في أنني عربي ولد من رحم هذا التاريخ الذي يفوح عطرا ، ويملأ الأرض إشراقا ونورا !! رأيتني اطأطأ الرأس خجلا إذا أسمع وأري أننا أصبحنا كغثاء السيل ، أرجع تارة أخري لأستمد قواي من قصص الأبطال ممن روعوا الدنيا وأرهبوها بإنتصاراتهم وفتوحاتهم حتي طويت لهم مشارق الأرض ومغاربها ، وأعجب إذ أري عجزا وخيبة أمل ممن ارتدوا غير مبصرين لعظمة أجدادهم وفخر أنسابهم ، حين جعل منهم الغرب مجرد أسواق لبيع منتجاتهم وفرض هويتهم ومعتقداتهم ، حين صدر لهم الغرب زبانية رجالهم فعاثوا في الأرض فسادا لطمس ما تبقي من معالم هويتهم ، فلبس الرجال ملابس النساء ولبست النساء ملابس الرجال وضاعت هوية كل واحد منهم ، صدروا لنا أسوأ ما في ثقافتهم وجحيم حرياتهم ،
فجعلنا من الشذوذ علما للحرية والعدالة ، وجعلنا من طمس هوية المرأة قدحا لسقيا المساواة بين الرجل والمرأة ، عشنا ونعيش أسوأ ما دعت إليه حريات الغرب المزعومة والمفتعلة ، فأصبحت القيم التي أورثها لنا الأجداد ماهي إلا ضرب من ضروب - التخلف والرجعية - طابت أنفسنا حينما تحللنا من المبادئ الأخلاقية والإنسانية التي توجهنا إلي مسالك الحلال والحرام ، فنزعنا ما في أنفسنا من شواهد الخير ليأكل بعضنا بعضا،
لن أعيش في جلباب العرب ، لأننا بتنا لا نأكل أو نلبس مما صنعت أيدينا ، بتنا كدمي تحركنا أصابع أيديهم كيفما تشاء ، وأين نحن ؟ لا أدرى، ولكم أن تموتوا يوما بعد يوم مما يحدث في غزة الأبية ولم تجد لها حصنا أو ملجئا.
hyasser10@yahoo.com