مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

حاول تفهم :ماذا بعد يا عرب ؟!

2023-10-03 23:32:17 - 
حاول تفهم :ماذا بعد يا عرب ؟!
ياسر القاضي
منبر

ياسر القاضي
بقدر ما تنوء به محبتنا للأشقاء العرب من صدق المشاعر من المحيط إلي الخليج - ألا إن كل فينة وأخري - تهب علينا رياح سموم تعصف بتلك المحبة وأواصرها، وحين يغفل التاريخ فلا يسمعه كل أصم وأبكم ، ولا يقرأه كل كفيف وصاحب حول، فإن هذا لا يعطي الحق في نوم الغفلة وإغفال سيطرة الضمير ، ونحن لسنا في حاجة لنذكر هؤلاء مرة تلو الأخري بأن من يحفظ مصر ليس شعبها أو جيشها ، بل إن من يحفظ مصر - هو الله جل في علاه وهو خير الحافظين - تآمر المتآمرون في سد النهضة للموت عطشا أو غرقا لمصر فإذا بكيد الساحر ينقلب عليه ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله، والسؤال الذي يخرج من فيض غصة وقفت في صمام الأفئدة وأحداق العيون لماذا يتحين هؤلاء بمن يسمون الأشقاء كل فرصة للكيد بمصر أو النيل منها؟! ألم يأن لهؤلاء أن يعلموا علم اليقين بأن مصر قدر الله بمشيئته العليا  حين قال في حقها : (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) فقدر لها الأمن والأمان بمدد حوله وقوته ، ألم يأن لهؤلاء ان يعرفوا حق اليقين أن ما من بلد اتسعت لأبناء الشعوب بقدر ما اتسعت مصر لأبناء الشعوب العربية من اليمن والعراق وفلسطين والسودان وليبيا وسوريا تحنانا منها وترحابا، فأكلوا خيرها وشربوا من نيلها، نحن لن نتحدث عن التاريخ بكل ما يحيوه عن مصر وشعبها ، ولكن نقول إذا قلنا : يا أَسَفَىٰ علي من أسدينها لهم خيرا ، فأمطروا لنا شرا،  لماذا مصر أيها العرب ؟ لماذا تقفون في وجه التاريخ حتي لا يعش بها خلدا ؟! لماذا تقفون في وجه التاريخ حتي يسقط لها هرما ؟! لماذا تقفون في وجه مصر وهي لم  تسجد لصخر أو تجد لها هُبَلا ، لماذا تقفون في وجه مصر وقد خصها الله بالذكر في القرآن جملة خمسا ، إن من يتآمر علي مصر لن يجد له وطنا ، إن هذه الكلمات تخرج من غصة قلب حينما سمع  بأن دولا شقيقة باتت تتفق مع من يكيد بمصر شرا فيما لتنشئ ما يسمي - بطريق بايدن - تلك الطريق التي يظن هؤلاء بأنها سوف توقف وتحول مصار التجارة العالمية من قناة السويس إلي الطريق البايديني الذي يمر سهوا علي دول الخليج وصولاً إلي الهند ، التف هؤلاء حول قصعة لن يأكلوا منها إلا سموما ولن يحصدوا منها إلا شرا ،إن شعرة معاوية باتت علي شفا حفرة من حفر الأعراب لا العرب فما أوهنها من شعرة ، إن الأحداث التي تمر بها تلك الدول ما هي إلا نذير من النذر يعلن يوماً بعد يوم بأن قول الله عز وجل:( اقتربت الساعة وانشق القمر) محقق لا محالة ، فما من فينة تمر إلا وتكتمل أشراطها وتظهر جلية آماراتها ، واختلط حابلها بنابلها وأصبحت العلمانية شاهدا علي كل ما فيها ، إن زفرة الألم والحزن حين تخرج من قلوب أراد الله لها العصمة والاعتصام في قوله تعالي : (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وجب عليها أن تحزن حزن يعقوب علي ضياع يوسف في قوله تعالي : (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ) 
لن تعدم مصر الخير مادام لها رَبٌّ يحميها.
hyasser10@yahoo.com

مساحة إعلانية