مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

حديث ذات مساء

2023-12-07 06:07 PM - 
حديث ذات مساء
فريدة الحسيني
منبر

 فريدة الحسيني            
ماذا حدث للمساءات؟ كانت تضيء بالنجوم تلمع وتخطف أنظارنا، هل ظلمة الليل باتت سائدة ورحلت النجوم، أم أعيننا هي التي بها الظلمة وغشاوة الأيام عليها؟ 
وأين نسيم الهواء العليل الذي كان يداعب وجوهنا؟  هرب إلي أين ولم يعد يشفق علينا؟  ما هذا الخلل الذي حدث هل هو خلل كوني، أم خلل في أنفسنا التي باتت هشة من كثرة جهادها؟ وماذا حدث للغروب الذي كان يخطف أنظارنا بألوانه الجذابة، ونظل ننظر إليه ونناجي في صمت خارجي؟ وما بال الشروق!!!  كنا نستيقظ علي صياح الديكة وكأنها تنادي علينا كي نفيق ونفتح نافذة الصباح؛ نافذة الأمل ونشم عبير الزهور والأشجار، ومع شبورة الصباح التي كانت تختفي رويدًا رويدًا ومع كل اختفاء تتكشف الدنيا أمامنا، ونري شعاع الشمس بدأ في السطوع ويبدأ يومنا بشعاع الأمل الجديد. وما بال جدران البيت !!! أصبحت غريبة. كانت تنعشنا ضحكات المحبين وصوت الحياة ورؤية عمدان البيت تضيء لنا المكان. أصبح الواقع غريبًا علينا، وأصبحت الأحلام الوردية لا تأتي إلينا. هل تهدمت أسوار الأحلام الوردية التي كنا نلاحقها منذ الطفولة؟ أم نحن من كبرنا وتغيرت الأماني وأصبحنا نعيش حدود اليوم فقط؟ لا أعلم؛ أهذه هرتلة اليأس المؤقت، أم حقيقة لا أريد أن أعترف بها لأنها بداية النفق؟  ليس من شيم الإنسان اليأس، فطبعه الصمود والمجاهدة والتطلع الي الأمام دائمًا وإن شعر باليأس لبعض الوقت يسخر منه ويضع حدًا له؛ سواء بالتمني والمناجاة أو بالتغيير. لن أستسلم، سوف أسافر خارج الزمان والمكان ولو لبعض الوقت وأسرق بشارات خير في جعبتي كي تكون أنيسة الروح وأحتمي بها من الانجراف الي براثن اليأس وتكون مثل الغيمة فوق رأسي في فصل الصيف تحميني.
دائما أشعل حياتي بالأمل وإن شعرت بحالة من اليأس المؤقت فستكون مجرد حالة، فلطف الله يحاوطنا وإن زادت غشاوة العين لفترة. فنحن نحيا بالأمل دومًا.

مساحة إعلانية