مساحة إعلانية
وأنا أتصفح مواقع التواصل، تتزاحم أمامي منشورات النعي والرثاء والتعزية، فأشعر وكأن الموت يطل علينا كل يوم بوجهه الصارم ليذكرنا أنه أقرب إلينا مما نظن، وأنه الحقيقة الكبرى التي لا جدال فيها.
الموت ليس غريبا عن حياتنا، بل هو ملازم لها منذ اللحظة الأولى، يسير بجانبنا في صمت، ينتظر الأمر الإلهي ليأخذنا إلى الدار الأخرى. نغفل عنه حين ننشغل بزخارف الدنيا ومشاغلها، ثم يفاجئنا بخبر فقدان عزيز، أو رحيل صديق، أو انطفاء قريب كنا نظنه سيبقى طويلا.
وكلما شاهدت صور الراحلين، أدركت أن الدنيا، مهما طالت بنا، قصيرة… ومهما جمعنا من مال أو مكانة، فالمصير واحد: كفن وقبر. إنها دار ممر، لا دار مقر.
لكن رحمة الله واسعة، فقد جعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة، وزادا للطريق. فمن عقل عن الله أمره، وأعد العدة ليوم الرحيل، عاش مطمئنا ولو قصرت أيامه، وفاز ولو قل متاعه.