مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

حكايات الواحات 13

2023-09-19 07:40 PM - 
حكايات الواحات 13
مصطفي معاذ - شاعر مصري
منبر

يكتبها الشاعر والباحث مصطفي معاذ
الشاعر الذي لا يتعلم من أهل بلاده ويقدر كفاحهم ويحترم تجاربهم التي غمرت الواحات بالخير والمسرات والمحبة
يعيش جاهلا ويموت مجهولا ولا يلتفت التاريخ الإنساني الي فعاله إن أهل بلادي ملح الأرض وسكر القصائد هم أصحاب القلوب البيضاء النقية والهمم العالية الأبية والمعارف العميقة العريقة المعجونة بالكفاح والصبر والعرق والكفاح النبيل.مع خالص تقديري واحترامي للأخ نيتشه والمعلم الكبير ديسكوفسكي والعم فرويد إلا أن حكايات الواحات المصرية الأصيلة من قلب صادق وصاف هي صاحبة الفضل في كل هذه المحبة الكبيرة المتجردة لهذه البلاد الحاج احمد صالح الحرابوة نموذجا والفضل والمنة في الأول والآخر لله رب العالمين والأمانة تقتضي أن أقول إن رجال قد خلدتهم المحبة في قلوبنا من فرط جمال أرواحهم الطاهرة الزكية النقية المباركة الطيبة التي حفرت كل المعاني الجميلة التي تنضح بالأصالة والإنسانية والجمال فقد كانت عين على هي صاحبة السبق في إسعاد الصغار والكبار وفيها الكثير من الذكريات الجميلة منها المراجيح المعلقة في أشجار السنط فوق غرود الرمال الصفراء الساحرة كما كانت هذه العين القريبة من القلب تشتهر بنبقة عين على الشهيرة ولازالت تعطي ولا يمكن لأحد أن ينسي إبتسامتة المرحوم الحاج سعيد محمد احمد التي تبهج الجميع بصدق نية صاحبها فى الترحاب بكل قادم كما ينبغي أن تكون قطعة عجيبة بأشجار الجوافة التي تدهش كل من يذوق طعمها الحلو وكذا غزارة خيرها وفرحتنا باللون الأحمر في قلب الثمرة والتي كانت من أهم مقاصد الزائرين بتنوع أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية وهي تذكرني دائما بعمي الغالي الحبيب الحاج محمود إسماعيل معاذ حيث كان يتولي رعايتها وريها من عيني الماء وقد كان أحدهما باردا نسبيا والعين الأخري كانت ساخنة رائعة جدا غطست فيها طفولتنا بعد يوم طويل من العمل المتواصل وهل هناك من يستطيع أن ينسي إبتسامتة المرحوم الحاج معاذ اسماعيل معاذ نائب الوادي الجديد الذي عاش في قلوب وعقول أهل الواحات إلي لحظة كتابة هذه السطور في اليوم الذي كانت تجتمع فيه كل أهالي عين على من أجل تجهيز بلح الهدايا من الفالق والحمراوي في أطنان من الزعف الأبيض الطاهر ولا حاجة إلى أن أقول أن روح الجماعة في ابهي صورة جميلة قد لمسها قلبي في هذا اليوم الذي لا يمكن أن ينسي فهناك من هم فوق النخيل يجمعون الرطب وهناك من يحملون البلح الذي تم جمعه وهناك من يصنعون الأطنان في سعادة بالغة لكي يسافر إلى كل مكان في أرض المحروسة كهدية من الوادي الجديد وهنا تظهر صور من الرجال الرجال الذين كانوا في طريقهم إلى أعمق نقطة في صدارة الإنسانية حيث تضافرت الرؤي واتحدت القلوب والابادي من سياق شعبي يشبه كرنفال شعبي مصري يجتمع في محبة من أجل تقديم اجمل بلح الوادي الجديد والذي يعتبر من طقوس موسم العطاء بلا حدود للإنسان الذي يعيش في عالم السخاء والنقاء في كل عام يجتمع أهل عين على من أجل تجهيز بلح الهدايا من نوعين رائعين من اطعم والذ انواع البلح في الوادي الجديد وقد كان في جعبة الجمال بعض الصور الإنسانية التي تعمل في صمت وتعطي بلا حدود وبلا مقابل اتذكر اني كنت من اسعد الناس بصحبة هذه المحبة الكبيرة التي تسعد بها البلاد والعباد وهو موسم جمع البلح أو موسم الدميرة الذي يعتبر من الأعياد والمناسبات السعيدة التي تفرح خاطري عندما اذكرها في سياق متصل بالرغبة العارمة في أن يكون هناك من أبناء الواحات المصرية الطيب والمهندس والمعلم والشاعر والمدراء في جمال حضورهم في دفع عجلة الحياة الشعبية في اتجاه الإبداع والابتكار والتجديد والكفاح النبيل من رجال العين في عين علي التي تنضح بالأصالة والخصوصية وجمال الروح التي تتملي في أي وقت من الأوقات أن تكون بلادنا الغالية في مكانها الصحيح دون حرج أو تكلف عشت في عين على أجمل أيام عمري أتعلم وأتأمل وبصحبة الصالحين اتجمل عمي الحاج محمد ابراهيم وعمي عمر أبو سمرة وعمي سليمان مجيد وعمي محمد حسن خالد رحم الله تعالى الجميع وابقاهم وغيرهم ممن تعلمنا كيف يكون العطاء والاخلاص والوفاء والمحبة في مدرستهم التي خرجت من الأجيال من سار على دربهم ومن الشعراء من تغني بسبرتهم في احترام وتقدير لكل خير وسعادة قد أعلنت في وقت لاحق من الزمان أنهم أساتذة الكون كله من رفيع ذوقهم وشديد ترابطهم وعميق معارفهم وطويل كفاحهم وجميل محبتهم الخالصة لوجهه الله والتي جعلت في هذه العين في واحاتنا العريقة الغالية خير ظاهر وبركة وجمال محفوظ في الروح محفور بروعته في سوداء القلب كل من تعلم الصفاء والنقاء في مدرسة الأهالي اسعد كل من حوله واطعم الله تعالى على يديه من اجمل واطيب الثمار من فضله وكرمه وجوده وخيره رحم الله أبي الحاج عبدالله اسماعيل معاذ الذي الحقني بمدارس الرجولة المبكرة والمحبة الخالصة المعطرة و الكفاح الذي كان يجعل كل هذه الرجال تعمل وتكدح في سعادة ورضا من أول النهار إلي آخره.الذين في طريقهم إلى منازل الرضا والجمال والمحبة والسلام والسماحة والترابط وصلوا إلى أعمق نقطة في حياتي كلها وهي محبة أهل بلادي وترابها الطاهر وتراثها الممعن في الخصوصية والتنوع والجمال الإلهي والروعة الصادقة في تكوين شخصية رجل مصري واحي يعتز بأهم ملمح من ملامح الشخصية المصرية في واحات الوادي الجديد ولا يمكن وصف سعادته الكبيرة عندما يشهد له الجميع أنه رجل حر

‏هؤلاء الذين حطموك اليوم سوف تشكرهم غداً!

يقول ‎نيتشه:

ذاك المنحدر الذي حطم فيك كل شيء ستشكره يوماً ما.

ويقول ‎فرويد:

يوماً ما عندما تنظر إلى ماضيك، سترى أن عظمتك قد شكلتها السنين الأصعب.

أما ‎دوستويفسكي فيقول:

لا يمكن للمرء أن يتعلم فلسفة جديدة دون أن يدفع الثمن..

مساحة إعلانية