مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

حكايات الواحات يكتبها مصطفي معاذ ( 27)

2024-02-29 16:36:17 - 
حكايات الواحات يكتبها مصطفي معاذ ( 27)
مصطفي معاذ - شاعر مصري
منبر

كنت صغيرا جدا ممسكاً بجلباب أبي رحمه الله تعالى في عين على بينما يقوم العم سعيد جود بوضع المفتاح وتشغيل هذه الحالة العجيبة من المركبات وقد دارت الأيام حتى صار الطريق معبدا أمام أن اركب في هذه الآلة الضخمة إلي جوار ذلك الرجل المحترم الأصيل عم سعيد جود في بدائية هائلة نقوم بإزالة غرود الرمال من أجل زراعة بستان نخيل كما يفعل كل أهالي بلادنا الغالية على قلوبنا جميعا وفي هذا السياق من جميل ما رسخ في الذكرة البصرية التي تشرف بأن الواحات المصرية هي أول ما يتبادر إلى الذهن عندما نتحدث عن الجمال الإلهي والتفرد الساحر الذي كان ولا زال وسيظل واجهة مشرفة لأهل مصر في الوادي الجديد التي تظهر في شكل قلب أبيض يعطي كل شيء ولا يبقي أي شيء عطاء وبساطة ووعي فائق وتقدم يليق بماض عريق ومستقبل مشرق قريب أراه باذن الله تعالى يربت في حنو على الأبواب مطمئنا على السكينة والطمأنينة اللتان كانتا في كل مكان في البيوت القديمة ثم اختفتا من بعض البيوت وبقيت أخري فيها خير ظاهر وبركة وكذا تتجول السكنية وتمشي الطمأنينة على راحتها في الدروب الأصيلة ومن هنا صار كل شيء يحدث في كل مكان في الواحات فيما يتعلق بحرقة الزراعة وحياة المزارعين على جدران القلوب مكتوب بمداد من نور وعطاء وكفاح في رضا وخبرة نادرة في مجال زراعة النخيل ونحن في هذه الأيام في موسم اللقاح وفيها يتم قطع اكواز اللقاح من ذكور النخيل ثم نقوم بوضع اكواز اللقاح في النخيل وهي من أجمل وأعز المواسم على أهل بلادي حيث يتجدد الأمل في طموح مستحق لروعة صادقة في العطاء بلا حدود في خدمة ورعاية النخيل في واحات الوادي الجديد والذي يتجلي في جمال يتدفق بقوة الصدق في موسم اللقاح هو تلك الفيوضات الكبيرة التي تظهر في نسائم الخير في زهور بلادنا الغالية في أبسط وصف ممكن الواحات غمازة حسن خجولة تزيين وجه العالم

مساحة إعلانية