مساحة إعلانية
كتب / صابر جمعة سكر
حذّر الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح خاص لـ"منبر التحرير"، من تنامي الدور المشبوه الذي تؤديه بعض وسائل الإعلام الدولية في إعادة تشكيل الوعي الخليجي والعربي، من خلال استضافة شخصيات مختارة بعناية تُستخدم لتسويق أجندات خارجية أو لاختبار المزاج الإقليمي تجاه قضايا سياسية حساسة.
وأوضح الزنط أن نموذجًا واضحًا لهذا التوجه تجلّى مؤخرًا على شاشة قناة "سكاي نيوز"، حيث استُضيفت شخصيات خليجية وإيرانية في حوار بدا مُعدًا سلفًا، وتركّز على أسئلة مصاغة مسبقًا تناولت ملفات شائكة، مثل التعاون الإقليمي والتدخلات الدولية، في محاولة لطرح مفاهيم محددة تتعلق بإعادة بناء الثقة بين دول الخليج وإيران.
وأشار الزنط إلى أن من أبرز ما طُرح خلال هذا اللقاء ما قاله أحد الضيوف عن وجود مشروع لتحالف "خليجي – إيراني – تركي – إسرائيلي"، كان قيد التشكيل، لولا أن الضربة الإيرانية لقاعدة العديد في قطر حالت دون إتمامه. كما طُرحت أفكار وصفها الزنط بـ"الرومانسية السياسية"، من بينها دعوة لإشراك دول الخليج في أي مفاوضات نووية مستقبلية بين الغرب وإيران، ضمن تصور جديد للعلاقات الإقليمية.
وتساءل الزنط: "ما قصة آل آديب؟ ولماذا تُستخدم هذه الشخصيات من قِبل أطراف خارجية لتسويق توجهات معيّنة أو لقياس المزاج الخليجي؟ أليست لدى تلك الجهات أدوات مباشرة؟
توظيف شخصيات ذات انتماء محلي ليس سوى غطاء لتمرير رسائل أعمق وأكثر تعقيدًا.
وفي هذا السياق، نشدّد على خطورة هذا النوع من الحوارات الموجّهة، وندعو إلى التعامل معها بوعي نقدي، في ظل تصاعد محاولات التلاعب بالوعي الجمعي العربي عبر الإعلام. كما نؤكد على أهمية أن يمتلك الإعلام العربي أدواته المستقلة القادرة على رصد هذه الممارسات وكشف رسائلها الخفية، بما يحفظ الأمن الفكري العربي ويصون الوعي الجماهيري من محاولات التزييف .