مساحة إعلانية
في خضم التحديات التي تواجهها الأوطان يظل مفهوم الوطنية الصادق هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع قوي و متماسك فالوطنية الحقيقية لا تعني أن تكون عضوًا في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ و لا تحتاج إلى لقب أو منصب سياسي حتى تقدم شيئًا لوطنك لأن الوطن لا ينتظر المناصب بل يحتاج إلى أفعال و إخلاص من أبنائه جميعًا كل في موقعه و حسب قدرته .
إن الوطنية ليست لقبًا.. بل التزام و سلوك و كثيرون يظنون أن خدمة الوطن مرهونة بشغل منصب رسمي أو الحصول على كرسي في البرلمان و الحقيقة أن الوطنية الحقيقية تنبع من القلب و تترجمها الأفعال فالموظف الذي يؤدي عمله بإتقان و المعلم الذي يربي أجيالًا على القيم و الأخلاق و الطبيب الذي يسهر على علاج المرضى و العالم الذي يسخر علمه لخدمة المجتمع و الناس كلهم يقدمون خدمة للوطن قد تفوق في قيمتها التشريعات و القوانين التي يسنها البرلمانيون .
كما ان دور المواطن في التنمية والبناء مهم و كبير و في غاية الخطورة لأن الوطن يحتاج إلى مشاركة كل مواطن في مسيرة التنمية ليس بالكلمات فقط بل بالمبادرات الايجابية مثل الالتزام بالقانون و احترام القوانين من أهم صور الوطنية التي تحمي المجتمع من الفوضى و الحفاظ على الممتلكات العامة فهي ملك للجميع و إهدارها خيانة للأمانة و خيانة للوطن و ايضا دفع عجلة الإنتاج و العمل بإخلاص في أي مهنة هو حجر أساس في تنمية الاقتصاد و لا ننكر اهمية المشاركة المجتمعية و دعم المبادرات الخيرية و المشاركة في حملات التوعية و المساهمة في تحسين البيئة.
إن الوطنية تبدأ من التفاصيل الصغيرة و قد يعتقد البعض أن أفعالًا بسيطة لا قيمة لها لكن هذه التفاصيل الصغيرة تبني مجتمعًا قويًا يليق بوطن عظيم و في المقابل البحث عن الألقاب و المناصب دون عمل حقيقي لا يخدم الوطن بقدر ما يثقل كاهله .
و تاريخ الأمم مليء بنماذج لأشخاص لم يشغلوا مناصب كبرى لكنهم كانوا رمزًا للعطاء و الانتماء من خلال أعمالهم اليومية فالعامل الذي ينجز مهمته بإخلاص و الفلاح الذي يزرع أرضه ليطعم أبناء الوطن كل هؤلاء جنود مجهولون يصنعون التنمية الحقيقية .
إن الوطن يحتاجك انت لا يحتاج منصبك و هناك رسالة يجب أن يدركها الجميع فالوطن لا يطلب من كل فرد أن يكون نائبًا أو مسؤولًا لكنه ينتظر من كل فرد أن يقوم بدوره بأمانة و اخلاص لأن الوطنية لا ترتبط بالكرسي بل بالقلب و الضمير .
لذا علينا جميعا ان نخلص العمل و القول حباً في هذا الوطن العظيم مصر أم الدنيا كلها و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .