مساحة إعلانية
مرشحو مجلس النواب .. استثمروا في صحة الناس لا في دعاية زائلة
مع اقتراب انتخابات مجلس النواب القادمة يبدأ المرشحون في الاستعداد لحملاتهم الانتخابية و ينفق الكثيرون ملايين الجنيهات على لافتات دعائية و صور تملأ الشوارع و إعلانات لا تترك أثراً حقيقيا في حياة الناس بعد انتهاء الانتخابات لكن السؤال المهم هل هذه الأموال تصنع فارقاً حقيقياً في حياة المواطنين؟
فلعل من اهم و انجح اوجه الدعاية الحقيقية التي تبقى و تمثل دعما لمجهودات الدولة و رفع المعاناة عن ملايين مرضى الفشل الكلوي يأتي
إنفاق المرشحين على إنشاء وحدات غسيل كلوي في مختلف المناطق سيكون أعظم دعاية و أبقاها أثراً لأنه يترك بصمة إنسانية لا تمحى فمرضى الفشل الكلوي في مصر يعانون معاناة شديدة حيث يحتاج المريض إلى جلسات غسيل مستمرة ثلاث مرات أسبوعياً طول العمر مما يرهقهم جسدياً و نفسياً و مادياً .
و رغم جهود الدولة الكبيرة في توفير مراكز الغسيل الكلوي إلا أن الأعداد المتزايدة للمرضى تجعل الضغط على الوحدات الحكومية كبيراً مما يؤدي إلى قوائم انتظار طويلة و زحام يضاعف من معاناة هؤلاء المرضى و هنا يبرز دور المجتمع و المرشحين تحديداً في دعم هذه الفئة التي تحتاج المساندة الحقيقية لا مجرد الشعارات .
فهناك قاعدة مهمة مفادها أن الاستثمار في الحياة هو أفضل برنامج انتخابي فإذا خصص المرشح جزءاً من أمواله لإنشاء وحدة غسيل كلوي في دائرته سواء كان مرشح قائمة او فردي فإنه لا يقدم خدمة انتخابية فقط بل ينقذ أرواحاً و يخفف آلام مئات الأسر فهذه الخطوة ستظل شاهدة على إنجاز حقيقي يتذكره الناس لسنوات بخلاف اللافتات و مؤتمرات الدعاية التي يتم تمزيقها بعد أيام من إعلان النتائج .
إن بناء وحدة غسيل كلوي لا يعد مجرد مركزاً طبياً بل هو رسالة إنسانية تحمل معنى التضامن و تجسد الفارق بين المرشح الباحث عن كرسي و المرشح الباحث عن خدمة حقيقية فهذه المبادرة لن تخدم الدولة وحدها بل ستدعم المجتمع بأسره لأن الصحة هي أساس أي تنمية أو تقدم
لتكن انتخابات مجلس النواب القادمة فرصة لإعادة صياغة مفهوم الدعاية الانتخابية فالأموال التي تُهدر في الحملات يمكن أن تتحول إلى حياة كريمة لمرضى الفشل الكلوي و أفضل دعاية للمرشح هي عمله الصادق الذي يخدم الناس لا صورة معلقة على جدار او صوان يجمع فيه مؤيدينه إن الواجب الانساني و روح الوطنية المخلصة حبا لمصر و المصريين تحتم علينا جميعا ان نعيد صياغة العديد و العديد من سلوكياتنا من اجل مصر ام الدنيا كلها و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .