مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

سيد طنطاوي يكتب: يا أهلي.. ع الحلوة والمُرة والمقاطعة كنا متعاهدين

2024-04-25 12:05 PM - 
سيد طنطاوي يكتب: يا أهلي.. ع الحلوة والمُرة والمقاطعة كنا متعاهدين
سيد طنطاوي
منبر

الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية، إلا إذا كانت فلسطين فهنا يُفسد الود كله، إذ أن هي القضية التي كانت ولا تزال البوصلة إن صلحت صلح الفكر كله، وإن فسدت فسد الفكر كله، ففي السياسة والمبادئ فلسطين أولًا والبقية تأتي.

من هذا المُنطلق يُمكن أن نتفهم غضب جماهير النادي الأهلي المصري من إدارة ناديها برئاسة محمود الخطيب "بيبو" من استمرار تعاقد النادي الأهلي مع رعاة أجانب ممن تشملهم حملات المقاطعة على إثر القرار الشعبي مقاطعة الكيانات الاقتصادية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، ومنها شركة شاي ليبتون وكوكولا.

النادي الأهلي كان جزءًا من البوصلة المصرية تجاه فلسطين، ونرى هذا جليًا في تقديم الفلسطيني وسام أبو علي لاعب النادي الأهلي، إذ كان تقديمه فلسطينيًا خالصًا مُعبرًا عن القضية وموقف النادي الأهلي منها، إذ جاء في البرومو: صوت من بعيد يردد مقولة محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، ليظهر بعدها المُراسل والصحفي الفلسطيني أنس النجار مرتديًا سُترة الصحفيين قائلًا: "أخوتي وأخواتي الكرام، الله يعطيكم العافية، الحياة لم ولن تتوقف هنا، من قلب غزة الأبية نتحدث إليكم، الفلسطيني وسام أبو علي يرتدي قميص نادي القرن، صاحب المكانة الكبيرة في قلوبنا، أتمنى أن يكون خير ممثلًا لنا، وأن يكون إضافة قوية للنادي الأهلي العريق، من هنا أرض فلسطين الحرة إلى فخر الأمة النادي الأهلي المصري كل التحية، بعدها يظهر وسام قائلًا: "خلي المعنويات عالية وسام أبو علي أهلاوي".      

أيضًا في 18 أكتوبر، أي بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى بـ11 يومًا، ومع اشتداد قصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة، خرج النادي الأهلي بقرارات منها:

إيقاف البث على كافة المنصات الرسمية للنادي والموقع الرسمي وكذلك قناته التليفزيونية الليلة، تضامنًا مع إخوتنا في فلسطين، ورفضًا للعدوان الظالم الذي يتعرضون له.

 دعوة أعضاء الأهلي في كافة فروع النادي الأربعة (الجزيرة - الشيخ زايد -مدينة نصر - التجمع الخامس) للتبرع بالدم لصالح إخوتنا في فلسطين.

ارتداء كل فرق النادي الرياضية شارات سوداء في جميع الملاعب، حدادًا على أرواح الشهداء في فلسطين.

تخصيص العائد المالي من تذاكر مباراة الأهلي وسيمبا التنزاني، المقرر إقامتها الثلاثاء المقبل في الدوري الإفريقي لكرة القدم، لصالح إخوتنا في فلسطين.

الغريب أن النادي الأهلي ولأول مرة تجاهل غضب جماهيره دون تفسير أو تبرير، فوسط حملات المقاطعة خرج علينا المهندس عدلي القيعي خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن راع جديد، ليقول: "إنه على جماهير النادي الأهلي شراء منتجات رعاة النادي"، والحقيقة لم يكن هناك أي داع لكلام المهندس عدلي القيعي، ولو صمت لم يكن سيسأل أحد: لماذا لم يتحدث؟

حالة من الغضب اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا بعد المؤتمر الصحفي، ودشنت جماهير النادي هاشتاج #افسخ_التعاقد_ياأهلي، ليكون إيذانًا بإعلان غضب جماهيري ضد النادي.

الحقيقة أن الأمر كان يُمكن أن يمر باعتبار أن الجماهير الواعية تعرف أن التعاقد تم قبل الأزمة الأخيرة وتحديدًا التي انطلقت مع عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، لكن استفزازات القيعي أعادت الأمور إلى نصابها الصحيح، بدليل أن الجماهير طالبت بفسخ التعاقد متجاهلة التزام الأهلي بعقد مع هؤلاء الرعاة باحثة عن تبريرات أكثر واقعية من تبريرات عدلي القيعي السخيفة، إذ أنه مهما كانت الخسارة في عقود الرعاية لن تكون نقطة في بحر الدماء التي نخسرها كل يوم، وبحسبة مالية بحتة لن تكون الخسائر بحجم الخسائر التي خسرها النادي الأهلي في صفقات مثل الموزمبيقي لويس ميكيسوني، والفرنسي موديست وغيرهما من الصفقات التي فشلت وتحملتها الجماهير ولم يُحاسب من جلبها.

ظهر حاليًا صوت عاقل يقول لا لتجديد التعاقد، ربما هذا الحل زجت به إدارة النادي الأهلي إلى الإعلام ليخرجها من المأزق الذي أسقطها فيه عدلي القيعي بخروجه عن النص الذي تكرر كثيرًا خلال الفترة الأخيرة.

الآن جماهير النادي الأهلي تُنادي: يا أهلي ع الحلوة والمُرة والمقاطعة كنا متعاهدين ليه تنسى بالمرة عشرة بقالها سنين.  

مساحة إعلانية