مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كان يغزلُ صمتَه المقبور في حلقهِ
ليقول :
لا
فقد كانت قبلها
كل الأمنياتِ عجافا
راح يراقبها
وهي تخطُّ شفاهَها
بالبنفسج الملثوم بالوهن
وتعلن للشمس إنكسارَها
وهي تلملم شعاعها المهترئ
راح يهز رأسه
لتسقط أفكاره البالية
عن الوحدة
عن الأُمةٍ
والحرية
وكأنما تمنى أن تسقط أمنياته
على صدرها
فتلملمها وتلملمه قبل الأفول
لتهربَ تلك الترهاتِ
من روحهِ الشاردةِ
يشيرُ إليها
لتلملم سرب أحلامه الهاربة
فقلبُها حلم المأوى
وأمنية البعث .
مازال يراقبها
وهي منهمكة
توزع ابتسامتها على يتامى الحي
علَّهم حين يجنُ الليل
تكفيهم جدبَ الطريقْ ،
تسربلُ ابتسامتها
في عباءةِ أمِّها
التي فقدتْ طفلها في اجتياح " النجمة"
لمدنِ الحالمين بوطن الزيتون
تعدُّ الزادَ
للياليها العجافِ
بترنيمة حزينة
وترمقه كلَّ حين برنوة ٍ أبيةٍ
تبتلُعها عيونه
لتغيض في أعماقهِ الغائمة
تنتابهُ ارتعاشة الليلِ
حينَ باتت تهرولُ مسرعة
فالنجمة تداهمهم
لم يبقْ إلا شقوق الروحِ
لتأوي إليها
تشيرُ إليه
فينتفضُ
يرتق خرق أمنياتهِ
ويفتحُ صدره
لذاك النِدى الذي سافرَ فيه
فالتقيا في معراجٍ قديمٍ
حينها ..
باغتتهم نجمةُ
وامتطيا الرحيل .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
