مساحة إعلانية
هو أحد علماء المسلمين - في القرن الثالث الهجري - وشيخ الديار المصرية، و من المحدثين الفقهاء، و أوحد وقته علما، و وَرَعا، واسمه ثَـوْبان بن إبراهيم، وكنيته “أبو الفيض “، ولقبه “ ذو النون “، وُلد في أواخر أيام المنصور . . هو المصري الأصيل، قيل إنه ولد بأرض النوبة - في أسوان - ثم أرسله أبوه إلي أخميم، بلد العلم والعلماء، وقد كانت في ذلك الوقت تعُجّ بالعلم والعلماء، بدليل ورود أسماء علماء كُثر- عبر التاريخ - تنتهي أسماؤهم بـلقب” الأخميمى” ( ومن شهرة أخميم أيضا بأنها كانت مركز صناعة الحرير، آنذاك ) فسكنها ثوبان، وتعلم بها، وقيل بل وُلد في أخميم، وعاش بها، وفيها درس علي يد علماء عديدين، وكان محبًّا للسفر والترحال، فقد سافر إلي سوريّة والحجاز، وساح في سبيل الله متنقلا بين البلاد، داعيا إلي الله سبحانه وتعالى، مرقّقًا للقلوب، ومن أقواله : “ من علامات المحب لله عزّ وجلّ : متابعة حبيبه (صلي الله عليه وسلّم)، في أخلاقه وأفعاله و أوامره و سُنَنِه” وقيل إنه أول من عرّف التوحيد بالمعني الصوفى، بل و من أوائل من أدخل التصوف في مصر . .
اتّهمه معاصروه بالزندقة، لمخالفته الشريعة المتّبعة، وحاولوا الإيقاع بينه وبين الخليفة العباسي “ المتوكّل”، واصفين إياه بأنه أحدث علما لم تتكلم به الصحابة .اشتغل ثوبان بالكيمياء، ففاق جابر بن حيّان، وأيضا، هو من ضمن العرب الذين سبقوا “ شمبليون “ في فك رموز الأبجدية الهيروغليفية، لإجادته السوريالية، ومن مؤلفاته الشهيرة ( حل الرموز وبرء الأرقام في كشف اللغات والأقلام ) أما سبب تسميته بـ “ ذي النون”، فراجع إلي واحدة من كراماته التي تروَي عنه، قال :” إن امرأة قد جاءتنى، فقالت :إن ابني أخذه التمساح، فلما رأيت حرقتها علي ولدها، أتيت النيل، وقلت : اللهم اظهر التمساح، فخرج إلىّ، فشققت عن جوفه، فأخرجت ابنها حيا صحيحا، فأخذته ومضت ..
وقد سمّي بـ” ذي النون”، وليس بـ” ذي التمساح”، وذلك تبرّكا بنبىّ الله يونس عليه السلام، الذي ابتلعه النُّون (والنون هو السمكة أو الحوت )، وأما لقب “ المصري “، فهو للتفرقة بينه وبين ذي النون “ يونس بن متَّي “ عليه السلام
توفي ذو النون المصري في الجيزة، ودُفن فيها، ويُروَي أن الطير الخُضر
أخذت ترفرف فوق جنازته، حتي وصل إلي قبره ..!