مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كتابة وتصوير: هشام حسن
الإنسانية تسمو فوق أي شيء، إن كنت من الراحمين فهذا عنوان وحده يكفي لتحصل على تأييد العالم أجمع بلا حسابات، أن تكون رحيمًا فهذا هو جواز المرور بين كل البشر وفوق كل الحدود، وخاصة لو كانت هذه الرحمة تجاه حيوان لم يمنحه الله العقل ليحصل على غذائه لكنه تكفل به من الرحمة أولًا وأخيرًا.
وكعادة الرحماء تسبقهم قلوبهم، وفي ساعة حارة من نهار الصيف المشتد التقطت عدسة "منبر التحرير" صورة لنموذج رحيم، ترك المياه في قارورة لتستفيد منه الحيوانات المارة، فاهتدت قطة اشتد عليها الحر، إلى حيث الرحمة التي زرعها الله في قلوب البشر، لتروي الظمأ، وتبتل عروقها، لتعطينا أملًا في أن مخزون الرحمة لدينا باقي وإن زاغت عنه الأبصار.
القطة حينما شاهدت الماء، بدت وكأنها وجدت ضالتها التي تبحث عنها، فحينما رأت الماء جاءت مسرعة وكأنها كانت تحدث نفسها وتسأل: أين الرحمة؟ والسؤال في حقيقته أين الماء، لكن ما إن وجدت بئر الرحمة المتمثل في إنسان قد هداه قلبه ليضع الماء في الشارع، جرت وشربت حتى ارتوت، وكأنه تقول لنا في رسالة بالغة الأهمية: "العالم لا يزال فيه خير طالما إنسانيتكم بخير".
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
