مساحة إعلانية
من ثلاثين عام اقتحم - اقصد الكلمة - أحمد السقا مكتبي في جريدة النبأ الذي كنت مدير تحريرها وكان عصبي جدا وبعد أن قابلته بابتسامة وهدأ قليلا .. قلت له أنا حكتب خبر كل يوم كي نراك هنا.
غضب أحمد السقا أن محررا كتب خبرا ضده بشكل شخصي وليس نقدا لاعماله الفنية التي كانت قليلة جدا وقتها فقد كان ذلك قبل فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية .
كانت سر ثورة أحمد أن خطيبته مها الصغير قرأت الخبر وتناقشت معه فيه وبالطبع غضبت لغضب خطيبها وقتها .. لقد وجدت حبا منه لخطيبته لاحدود له وبالفعل قال : لو لم أكن خاطبا لمها ما كان الخبر همني .. ووعدته بالتصحيح ومعرفة مصدر الخبر والتأكد من أي أخبار تمسه هو أو غيره من الفنانين في حياتهم الشخصية.
بعد سنتين تقريبا دعاني الصديق ممدوح موسي لحضور حفل خاص لفيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية في نادي الشمس وتقابلت مع أحمد وقلت له أعتقد أنني وفيت بوعدي ولم أكتب أي أخبار شخصية فضحك وقال الغريب أنك كتبت لصالح الفيلم وليس ضده ويومها قال محمد هنيدي أنا مستغرب ليه النبأ بتكتب لصالحنا فقلت له لأن تجربتكم ممتازة وشابة وسوف يكون لكل من عمل في هذا الفيلم شأن في الفن وهذا ما حدث بالفعل فجيل صعيدي في الجامعة الأمريكية هو أول من كسر احتكار عادل إمام للكوميديا وقتها وخرج لنا السقا وهنيدي ومني ذكي وطارق لطفي وغادة عادل وهاني رمزي وغيرهم
تذكرت هذه المواقف بمجرد ما قرأت بيان أحمد السقا الذي أعلن فيه إنفصاله عن زوجته السيدة مها الصغير واستوقفتني كلمة "سبحان مقلب القلوب ومبدلها" فما أعرفه أن أحمد كانت تجربته مع مها يضرب بها المثل وكانت قصة حب الجميع يحسدهم عليها وفي أكثر من مناسبة كان يظهر هذا الحب بشكل غير عادي بل أن المقربين منه كانوا يتغنون بهذه القصة فلم يكن زواج صالونات أو زواج أسرتين تعارفا فتم الارتباط .. كانت قصة حب توجت بالزواج وكان يخاف علي زعلها حتي لو قرأت عنه خبر في جريدة .
بعد 26 سنه زواج يتم الانفصال وبالطبع لن اتحدث عن ذلك.. اتساءل دائما فأحمد ومها ليس أول قصة تنتهي بالانفصال ولن تكون آخر قصه فأنا أعرف العديد من القصص مثلهما سواء مشاهير أو أشخاص عاديين .. هل لأن الزواج بعد قصة حب يكون به حساسية زائدة عن الزواج التقليدي بمعني أن من تزوجا عن حب يكون كل منهما واضعا أمامه آمال وطموحات معينه فإذا لم يجدها يكون التأثير السلبي أقوي بينما من تزوج زواج صالونات لايهمه ذلك لان أول شيء سيقوله لنفسه أحنا "مكناش" نعرف بعض؟ .. الزواج عن قصة حب مثل المشي علي الزجاج لابد أن تسير حافيا وتحسس عليه حتي لاينكسر فيحدث جروحا.. بالطبع الجميع يحسد المحبين المتوجه قصتهم بالزواج ولكن بعد الزواج يكتشف من كانا يقولان لبعضهما إننا واحد .. يكتشفا إنهما أثنان وأن كل شخص له أفكاره وطموحاته وليس شرطا ان تتوافق مع الآخر المرتبط به أذكر أن صديق لي تركته زوجته بعد زواج عشر سنوات وقبلها قصة حب 3 سنوات أي بعد 13 سنه ارتباط من أجل موقف مع إحدي قريباتها وفضلت قريبتها علي زوجها وضحت بحب 13 سنه .. نعم الزواج عن حب يحتاج إلي عقلانية في التعامل فالرجل يبني طموحات أن من أختارها لايوجد منها نسخة أخري وكل يوم يحملها بصفات مثالية ويراها إنها غير البشر ومع أول موقف يظن فيه أن كفته سترجح يفاجيء أن كفه الآخرين هي الراجحة فيحدث الانكسار ونفس الأمر بالنسبة للمرأة تفعل نفس الشي وتراه الرجل الوحيد علي الأرض وفجأة من الممكن تنحاز لكلب .. أجزم عن تجارب أن هذه الحساسية ليست موجودة مع زواج الصالونات أو الزواج عن طريق التعارف علي النت فمع كل موقف سيحدث سيقولا لأننا لم نكن نعرف بعضنا من قبل فيتم التجاوز تحت حجة الجهل بالآخر ولكن الزواج بعد قصة حب ليس به جهلا لذا ستجد الأنفصال قد يكون النهاية الطبيعية ولكن ما يميزه أنه يكون إنفصالا محترما بلا تجريح كما فعل أحمد السقا ومها الصغير .