مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ليس سهلًا أن تكون معبرًا عن الناس أو تحمل عنهم همومهم، فتلك مهمة شاقة لا يقدر عليها إلا الكبار، وعادل إمام واحد من هؤلاء إن لم يكن إمامهم.
تميزت سينما عادل إمام بأنها من الناس وإليهم، فاشادت بما يستحق، وانتقدت ما رأته سلبيًا، وحاربت الإرهاب والقبح، وكانت رقيبًا على تغيرات المجتمع.
سينما عادل إمام يُمكن الاستناد عليها في التأريخ المجتمعي في مرحلته، فعلى سبيل المثال لا يُمكن دراسة جوانب ظاهرة الإرهاب والعنف في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي دون الإشارة إلى سينما الزعيم، والتي قاتلت بالفن وانتصرت، فمن ينسى إصراره على عرض مسرحيته "شاهد مشافش حاجة"، رغم الحوادث الإرهابية هناك، لكن إصرار الزعيم على عرض المسرحية كان رسالة واضحة بعلم الوصول مفادها: "الإرهاب لم ولن ينتصر علينا".
أيضًا كانت صرخة عادل إمام في "الغول" رسالة واضحة أن المجتمع لن يقبل بقانون ساكسونيا أبدًا، وأن فساد رجال الأعمال إنما يحتاج فعلًا للمواجهة ولا يمكن السكوت عليه أبدًا، والكل رأى كيف عانت مصر من فساد رجال الأعمال لسنوات.
في رائعة الإرهاب والكباب، لم يكن مجرد انتقاد للظاهرة، وإنما رسالة إلى أن الظلم سبب رئيسي في ظهور الإرهاب بدليل مواقف أشرف عبدالباقي مع سيادة اللواء حينما جرت الكلمات على لسانه: "أنا مش في خدمة الوطن، أنا في خدمة الباشا سيادة اللواء ومرات سيادة اللواء وابن سيادة اللواء".
في الحريف كان مؤرخًا للحارة المصرية وعظمتها، وفضح ما فعله فينا الانفتاح، وكيف أنه قتل الكثير من المعاني الجميلة.
عادل إمام كان ولا يزال حُجة مصرية، فما من مسافر لبلد عربي ويسمع إفيهات عادل إمام في الشوارع العربية، ما يؤكد أن فنه كان سفيرًا لمصر في الخارج، وأن دوره الثقافة الذي قدمه من خلال أعماله لم تستطع مؤسسات قائمه بهياكلها أن تقدم ما قدمه.
الزعيم حجة مصرية للعالم، فالناس تتحدث عن مصر عادل إمام، والفن الذي قدمه، لذلك فإن تناول أعمال عادل إمام إنما يحتاج مجلدات وموسوعات.
اليوم 17 مايو 2024 يتم الزعيم 84 عامًا، كان فيهم نعم الخادم للإنسانية ومصر.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
