مساحة إعلانية
محمود رمضان الطهطاوي
عكفت الأسبوع الماضي أطالع للمرة – ربما للمرة الرابعة أو يزيد - العديد من الإصدارات التي تحوي عمود « فكرة « للكاتب مصطفي أمين ( ١٩١٤- 1997) مؤسس أخبار اليوم وإصداراتها مع توأمه علي أمين رحمهما الله. أتوقف من فكرة لفكرة وأنا أشعر بطزاجتها وكأنها كتبت اليوم أو أمس علي الأكثر. أفكار حية لا تموت، تطرح قضايا الوطن والإنسان بجرأة ومصداقية بما تطرح من رؤي ورؤيا عميقة قد تجرح بمشرط ناعم، وقد تهدهد أرواحنا المتعبة، وقد تصدم جرأتها البعض، ولكن في النهاية يصفق لها الضمير الجمعي لأنها خارجة من عمقه وإليه . مصطفي أمين عمدة الصحافة المصرية الذي عشق صاحبة الجلالة وأمسك بالقلم ولم يتركه حتي سقط مع أنفاسه الأخيرة. صاحب الأفكار التي عاشت بيننا تواصل حضورها وهي تطرح ثمارها علي الإنسانية، والجمهور العريض الذي عشق كلماته وكأن يتلهف لحروفه وفكرته التي لم تستطع قوة أن توقفها، لتظل شامخة وقوية وحاضرة بما تطرحه أفكار كتب لها صدقها الديمومة والتجدد. مصطفي أمين أرتبط أسمه ومازال بالمشروع الخيري « ليلة القدر « الذي مد يد العون لكل محتاج، وأيضا عيد الأم وعيد الحب. وهو مثال للصحفي الذي ناضل وكافح من أجل قلمه ومن أجل صاحبة الجلالة .. ودفع الكثير من حريته من أجل حرية الكلمة، لذا عاشت «فكرة « ومازالت تمدنا بالأمل والتجربة والأفكار البناءة التي تخدم الإنسانية والوطن.