مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قَالَ الحَسُودُ مُـنَّعمّ وسَعيدُ
وأنا بِحُزنِي ناشِئٌ ووَليدُ
وأنا المُمَزقُ من عُيُونِ شُرُورِهِم
وأنا بفكري مُبعَدٌ وَطَريدُ
وأنا الذي أخفيتُ هَمِّي في الورى
حتى لِدهري صَامدٌ وعنيدُ
عَيبي بأني لا أبيحُ مشاعري
وبذي الحياةِ مُحَاربٌ صِنديدُ
عُوقِبتُ حتَّى في نَقاءِ سَريرَتي
لِهدوءِ سَمتِي ازدرتني عَبيدُ
أَمَّا الحبيبُ يُبِيحُ جَرحَ مشاعري
ويظنُّ أنِّي في الحَديثِ عَنيدُ
فَأَنَا المُعَذَّبُ في الحَياةِ بِطِيبَتِي
والكلُّ عِندِي نَاكِرٌ وجَحُودُ
فَهُمُوا يَعيشُونَ الحياةَ دَنَاوَةً
والشَّيخُ فِيهِم حَاقدٌ وَحَسُودُ
وَلإن هَمَمتُ بِنُطقِ فُحشٍ مِثلَهُم
فَأَنَا بِطَبعي فِي السِّبَابِ بَلِيدُ
وأنا الكَذوبُ إذا صَدقتُ مَقَالَتي
وأنا الجَبَانُ بِظَنِّهُم رِعدِيدُ
وأنا الضَّعِيفُ إذا غَفَرتُ مَسَبَّتِي
وأنا بِوَصلِي مُهمَلٌ وَبَعيدُ
قَد سَفَّهُونِي فِي حِفاظِ أَمَانَتِي
واللَّفظُ مِنهُم قَاسِمٌ وشَدُيدُ
الكُلُّ سَاءَ تَفَهُّمي وَمقاصِدِي
فَتَشُقُ قَلبي بالسِّهامِ رُدُودُ
حَاوَلتُ دَوماً أن أُسَايرَ لُؤمَهُم
لَكِنَّنِي عَمَّا قَصَدتُ شَرِيدُ
رَبَّاهُ ما يُبكِي القلوبَ بِحُرقَةٍ
هَو أن يُتوَّجَ بالسِّبَاقِ قَعِيدُ
فَبِحقِّ أحمدَ واكتِمَالِ ضِيائهِ
وبِحقِّ ما أحيا القلوبَ سُجُودُ
إن كانَ هذا في العِبادِ سَبِيلَكُم
فالخَيرُ أَنِّي في القُبورِ شَهيدُ
أقوى على نارِ الجَحِيمِ وَحَرِّها
حَتَّى وإن جَارَى العَذابَ خُلُودُ
لَكنَّ ما يُفنِي النَّعِيمَ بِجَنَّتي
هَوَ أَن تُذَللَ لِلضِّبَاعِ أُسُودُ
هو أن يـهِينَ عَزيزَ قومٍ عَبدُهُ
أو يُرسِلَ البَلوَى عَليهِ لَدُودُ
هو أن يُسَيَّدَ بالنُّقُودِ سَفِيهَهُم
وَيُزيل إرثاً في التُّرَاثِ جديدُ
هو أن يباحَ الشِّعرَ في زَمِنِ الأَسَى
ليُقالَ زُوراً في العَبيدِ قَصِيدُ
اختَلَّ ميزانُ الوجودِ بِعدلِهِ
وَقَضَى الشَّرَائِعَ في الزَّمَانِ مَحِيدُ
وَمِنَ المُحَيِّرِ في زمانِي أنَّهُ
بَاهَى الغَزَالةَ بِالجَمَالِ قُرُودُ
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
