مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تقرير / محمود النعيمي
كوبري طراد قرية كوم جابر بمركز أبو تشت محافظة قنا فخ ولغم إن لم يكن قنبلة موقوتة تنتظر أرقام المؤقت لتنفجر مخلفةً ضحايا لا يعلم منا أحد هل سيكون هو من ضحاياها أم أحد من أقربائه أو جيرانه
هذا الكوبري المتهالك لهو وصمة عار في جبين أولئك الذين حفينا ورائهم حقباً من الزمان طويلة وملأنا أدراجهم بفاكسات الإستغاثة وطلبات الإحلال والتجديد
كيف لنا أن نشاهد بأم أعيننا إنشاء نافورات في الميادين بمئات الأمتار من الخرسانة المسلحة لتزيين الميادين وعلى مقربة منها كوبري هو المدخل الرئيسي لقرية تعدادها يفوق العشرة آلاف نسمة ويقترب من نصف العدد المذكور
كوبري القرية هذا لا يستهلك نصف هذه الخرسانة الملقاة في الشوارع لإنشاء نافورة عبارة عن كتلة خرسانية متجهمة تخلو من الذوق الرفيع والإبداع والفن فتغرس في منتصف الطريق من أجل تزيين ميدان للزيارات الرسمية
حقا إن الأمر وصل إلى حالة الدهشة والعجب إذ كيف لهؤلاء القوم أن ينفقوا الملايين في التزيين والترفيه ويغضون أبصارهم عن الأساسي والضروري والحتمي لعشرات الأعوام
الكوبري أنشأ قديما بالمجهودات الذاتية وبني من الطوب الأحمر وأسياخ حديدية قليلة وقام بتصميمه نجار ومقاول لا شركة ومهندس واستشاري لديهم المواصفات الفنية
لا أحد يجدي معه حديث أو نفع معه طلب سواءً أكان نائباً أو مسؤولاً أو صاحب نفوذ في هذا الكوبري والسبب يكاد يصيبنا كلنا بالجنون
الكوبري استغله العديد من صبيان القرية وشماشرجيتها للظهور مجتمعيا والخروج به من أسفل القاع المجتمعي والتاريخي لهم ، فتحدثوا مع المسؤولين عن هذا الكوبري لا بدافع إحلاله وتجديده ولكن لحاجة في نفس يعقوب وبدافع فرض التواجد بين الناس وانتزاع اعتراف من المجتمع بأنهم أصبح لهم قيمة ووزناً يعرفون مسؤليين ويفاوضونهم بإسمهم وعلى هذا توهموا بأنه قد وجب على الناس أن تتحدث معهم وتعاملهم على هذا الأساس فكان المسؤولون أذكى منهم فعلموا ما في نفوسهم فلم يستجيبوا لهم ولكن أعطوهم انتفاخ الذات وأشبعوا نفوسهم المريضة بعظمة وهمية كاذبة
إذا لم يتم إحلال وتجديد هذا الكوبري في القريب العاجل بل على الفور فإن الخوف سيكون على روح بريئة ذهبت تلقى رزقها فلقت ربها
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
