مساحة إعلانية
أيسر مهران العمدة
* نشأنا منذ نعومة أظافرنا علي المبادئ والقيم المصرية الأصيلة المتوارثة من أجدادنا القدامي والتي زرعوها في النشيء في النشأ حتي يتعلموها ويتأثروا بها وتتأصل بداخلهم محافظين عليها متمسكين بها مؤمنين بأن هذه الموروثات لا بد أن تبقي وتستمر ولا تندثر مهما كانت الظروف المحيطة والقائمة في ظل تدهور اخلاقي مجتمعي يعيش في خطر بسبب العادات والتصرفات الدخيلة علي مجتمعنا المصري بسبب الكثير والكثير من الطرق والأدوات الحديثة التي يساء إستخدامها لتشكل وباءا علي الأسر والمجتمع بشكل عام.
* إن من بين الصفات الجميلة التي كانت تمثل طابعا خاصا في الشخصية المصرية في مختلف طبقاتها وتشكيلاتها سواء في الحضر والمدن والقري في جميع أنحاء المحروسه وهي النخوة والشهامة الرجل الحر أبو دم حامي باللغه العامية المعروفه وهذه الصفة تحديدا كانت إرثا مهما تتوارثه الأجيال سواء عن طريق الجينات الوراثية أو بإكتسابها من الأهل والمقربين وخبرات الحياة .
* لقد صعقت عندما شعرت بأن النخوة ذهبت من بعض الذكور وليس الرجال بلا رجعه وتوارت ودفنت وتم أخذ العزاء فيها ولا ندري ماالذي جعلها تنهار وتضيع جهارا نهارا أمام مرأي ومسمع من الجميع .
* قص لي أحد المقربين بأن إحدي السيدات سافر زوجها المهندس الشاب إلي عمله في إحدي المحافظات وهي بالتالي تقوم بتحمل مسئولية المنزل والأبناء وتهتم بتدبير أمور بيتها وإحتياجات أطفالها في ظل غياب زوجها نظرا لطبيعة عمله.
* إستقلت الزوجة الشابة السيارة وذهبت إلي أحد الأسواق لشراء مستلزمات بيتها وبعدما إنتهت من شراء كل ماتحتاجه ذهبت إلي سيارتها حامله كل ماقامت بشراءه لتضعه في السيارة وتقوم بالعودة لمنزلها وأطفالها .
* في هذه اللحظة إكتشفت السيدة عدم وجود هاتفها الجوال في يدها أيقنت وقتها بأنها تركته بدون قصد عند أحد البائعين حينما كانت تشتري من بعض حاجتها وطلبت من صديقة لها كانت ترافقها بأن تقوم بالإتصال علي الهاتف حتي تسمع صوت رنينه وتاخذه وبالفعل أسرعت نحو البائع وقامت صديقتها بالإتصال إذا بها تسمع صوت هاتفها في يد أحد الأشخاص الموجودين في المكان فقالت له من فضلك هذا هاتفي ونسيته وأنا أشتري بعض الأشياء فقال لها هذا الرجل إذا أنا وجدته وأريد حلاوته.
* هؤلاء ذكورا وليسوا رجالا ولا بد أنهم سيتجرعون من نفس الكأس ليشعروا بمرارة هذا الموقف الذي عاشته هذه السيدة وأعتبر بأن مافعلوه دليلا علي أن النخوة في ذمة الله بداخلهم.