مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

كريم صبحي يكتب: من النيل إلى الفرات… أطماع الاحتلال والخذلان العالمي

2025-09-01 21:19:51 - 
كريم صبحي يكتب: من النيل إلى الفرات… أطماع الاحتلال والخذلان العالمي
كريم صبحي


غزة اليوم تنزف بصمتٍ يوجع القلب، كارثة إنسانية لم يعرف لها التاريخ مثيلًا. الصور القادمة من هناك ليست مجرد لقطات عابرة، بل شواهد دامغة على جريمة تُرتكب أمام أعين العالم. أطفال هزالت أجسادهم من الجوع، ونساء يودعن أزواجهن وأبناءهن تحت أنقاض بيوتٍ تحولت إلى قبور، وشيوخ يرفعون أيديهم للسماء طلبًا للرحمة. أما المستشفيات، فقد تحولت إلى مشاهد عجز وبكاء، حيث لا دواء ولا سرير يستوعب هذا الكم الهائل من الجرحى. إنها حياة معلقة بين الموت والانتظار، بين صرخات الألم وصمت القبور.
التحقيقات المستقلة جاءت لتفضح حجم المأساة؛ خمسة من كل ستة شهداء في غزة هم مدنيون أبرياء، بنسبة بلغت 83%، رقم صادم لا يعرفه العالم حتى في أكثر الحروب دموية. هذه الحقائق تسقط رواية الاحتلال التي تصف الضحايا بأنهم "إرهابيون"، وتكشف عن الوجه الحقيقي لمخطط يستهدف الإنسان الفلسطيني قبل الأرض.
وما يجري ليس صدفة، بل حلقة ضمن خطة أوسع لاقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره. وثائق أمريكية مسربة تحدثت ببرود عن تهجير أهل غزة وتحويل أرضهم إلى مشاريع سياحية ومدن ذكية. تخيّلوا! أرواح تُسحق، ودماء تُراق، وبيوت تُهدم، فقط لتُفرغ الأرض من أهلها، مقابل حفنة من الدولارات ومأوى مؤقت.
وفي مواجهة هذه الجريمة، يكتفي العالم ببيانات شجبٍ وإدانة لا تُطعم جائعًا ولا تُداوي جريحًا. بين أيديهم أوراق ضغط قوية، سياسية واقتصادية وأمنية، لكنهم آثروا الصمت، وكأن غزة ليست بوابة الأمة وضميرها الحي. يا للعجب! غزة تحترق، وهم يراقبون من بعيد، وكأن الأمر لا يعنيهم.
لكن الحقيقة المؤلمة أن ما يُخطط له الاحتلال لا يقف عند حدود غزة. تصريح نتنياهو بأن "إسرائيل الكبرى" تمتد من النيل إلى الفرات ليس مجرد حلم طائش، بل إعلان نوايا لابتلاع الأرض العربية قطعة بعد أخرى. فمن يظن أن الصمت سينجيه، فهو واهم؛ لأن ما يجري في غزة اليوم قد يُطرق بابه غدًا.
القضية الفلسطينية ليست قضية شعبٍ محاصر فقط، بل قضية أمة بأكملها. والتخاذل عنها خيانة لا تغتفر، ليس للفلسطينيين وحدهم، بل لكل عربي يطمح أن يعيش حرًا كريمًا. غزة تصرخ، وغزة تُستنزف، وغزة تُستشهد كل يوم… فهل من مجيب؟

مساحة إعلانية