مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

فــــن x فــــن

كيف انتصر «الكابو» على الكينج والجبار حلمي بكر؟!

2023-11-29 01:35 PM - 
كيف انتصر «الكابو» على الكينج والجبار حلمي بكر؟!
محمد منير
منبر

 إذا لم تمر التجارب الجديدة بمرحلة الاستغراب والرفض، فاعلم أن فشلها حتمي وقريب، لذلك كان طبيعيًا أن يتوقع البعض اندثار تجربة حميد الشاعر على جميع المستويات الفنية سواء توزيعيًا أو تلحينًا أو غناءً.

أثبت "حميد" نفسه لـ"الخاصة" قبل "العامة"، وذهب إلى المكان الذي تبنأ به لنفسه ليستحق لقب "عبدالوهاب" عصره، بسبب ما قدمه من تجديد.

ربما يكون رفض العامة مقبولًا في الأساس، أما الخاصة والمتمرسين فإن إن تاهت آراؤهم فعليه العودة والاعتذاردون مكابرة، وممن كانوا يستحقون الاعتذار "حميد الشاعري"، وخاصة من قامتين فنيتين هما الموسيقار حلمي بكر والكينج محمد منير.

البداية مع حلمي بكر، الذي يُنصب نفسه أحد حماة بروتوكولات حكماء صهيون الأغنية، فيرفض أي شيء لا يمر عليه، وكل مغني لم يتحدث عن "بكر"، فهو ليس مطربًا، أي أن الكل مرفوض حتى يعتمده "بكر".

لم يفلح هذا الأمر مع "الكابو"، إذ كان الحضور طاغيًا والموهبة حاكمة، لكن على طريقة "العيار اللي ميصبش يدوش"، جاءت اتهامات حلمي بكر، إذ اتهم "حميد"، بأنه أفسد الذوق العام، وأغرق الساحة الفنية بأصوات غير صالحة للغناء،بالإضافة إلى رفضه تغيير الهيئة النمطية للمطرب، ومعها اتهامات بالتعدي على التراث، مؤكدًا أن الصورة التي قُدم بها تُخفي هوية الفولكلور الأصلية.

امتدت افتراءات منّ نصب نفسه حامي حمى الأغنية، لتصل إلى حد رفضه امتهان حميد الشاعري المجال الموسيقى، مبررًا ذلك بأنه شخص غير أكاديمي.

رد "حميد"، على ادعاءات حلمي بكر بقوله: "الموسيقى موهبة، وفطرة، ولكل جيل نجومه"، لتزداد المشاحنات بينهما لفترة طويلة.

في النهاية فهم الكابو، شخصية الجبار حلمي بكر، وعرف بروتوكولاته، وأن نصب نفسه حاكمًا محتلًا لسلطان الأغنية، وحينما أراد "حميد" التخلص من ذلك تشاركا معًا في أوبريت الحلم العربي، تعاطفًا مع القضية الفلسطينية، ليُقدم الأوبريت بالحان حلمي بكر وتوزيع حميد الشاعري، ليتخلص الكابو من بعد هذا الاوبريت من كل انتقادات الموسيقار حلمي بكر.

لا عجب أن تذهب كل ادعاءات "بكر"، مهب الريح، بعد التعاون بينهما، وكأن حميد قد عدل وضعه بضغطة زر، أو حوّل المسار الذي رفضه "بكر" بسلطة إلهية قالت: "كن فكان"، فبين غمضة عينٍ وانتباهتها، أصبح حميد أكاديميًا، ولم يعد يهين شكل المطرب، ولم يعد متعديًا على التراث بل صائنًا له.

حقيقة الأمر أنه إذا ذهب السبب بطل العجب، في النهاية اختار "حميد"، أن يرتاح من صداع بكبسولة "الحلم العربي"، وقد كان.

عاد "بكر" ليبرر تراجعه عن الاتهامات الموجهة لـ"الكابو" بقوله: "لم اعترض على الفنان حميد الشاعري، واسألوه من الذي امتحنك في عضوية النقابة، ومن الذي امتحنه في دخوله الإذاعة، وكان اغتراضي على دخول عالم لغة جديدة في غنائنا، لكني اقتنعت في النهاية بأنني يجب ان أدخل العصر وأقول رأيي في الداخل.

الأستاذ حلمي لم يعتذر، لكنه كعادته التاريخية يجيد التبرير بنفسه لنفسه، دخل العصر، لكنه لم يطرق باب الاعتذار.

الكينج محمد منير، كان مختلف في اعتراضه على تجربة حميد الشاعري عن حلمي بكر، فهو اختلف معها، لكن كان اختلافًا بحجم الكينج.

وكان اعتراض "منير" على طريقة "السُم في العسل"، إذ قال: "أنا أول شخص يلحن له حميد الشاعري، في شريط "اتكلمي"، كما أنني شاركته في أغنيه له، حينما طلب مني مشاركته فيه.

وأضاف عن "الكابو": "هو فنان جدًا جدًا، لكن اسمه حميد الشاعري، "بتاع نفسه بتاع حجمه، لكنه جميل وخاص، متميز بنفسه، بدليل أن كل الجيل شبهه، عليه آثار حميد، وهو حر.

بالطبع لا يُمكن مقارنة رفض "منير" لـ"الكابو"، بحلمي بكر، خاصة أن الكينج كان رافضًا لكثير من لاتجارب الفنية التي ظهرت خلال ثمانينيات القرن الماضي، رغم أن منهم من يستحق لقب أسطورة.

ومن ذلك قوله عن علي الحجار: "أعظم طاقات مصر الغنائية، وهو لديه عائق واحد أنه يريد ان يثبت أن صوته جميل، وأعتقد أننا عرفنا ذلك من 15 عامًا، وأطلب منه التخلص من هذا الأمر، لأن كلنا مؤمنون أنه من أجل أصوات مصر.

وقال عن محمد الحلو: مغني جميل وحساس، ومن أعلى المغنيين في تكنيك الأداء، لكنه يُجامل كثيرًا في اختياراته.

وعن إيهاب توفيق قال: "صوت جميل، لكنه مصر على أن يكون وسط الصفايح، رغم إن إمكانياته جميلة.

وعن أنغام قال: غناها مش راكب مع سنها الطفولي.

وعن حنان قال: صوت شقي زي شادية، لكن ليس بعمقها، نفس الرأي قالع عن منى عبدالغني.

وقال إجمالًا: نفس في مطربة مصرية بشكل تاني، ولا أعرف لماذا مطرباتنا مصرات على الغناء بفساتين خطوبة وفرح، نفسي أشوفهم أقرب للشارع.

وعن أنوشكا قال: "تساعدها ثقافة غربية، واطلاع غربي، تحاول تطبقه، وساعات توفق، وساعات يخونها الأمر"، مع العلم أن الكينج شارك أنوشكا في الغناء فيما بعد، في دويتو أنتِ بلاد طيبة.

"الكينج" كان لديه اعتراضات على التجربة الحميدية ككل، بدليل ملاحظاته على إيهاب توفيق، ومنى عبدالغني وحنان، لكن اختلافه كان بحجم الكينج، بطريقة "السم في العسل"، لكن في النهاية التجربة سجلها التاريخ، بعيدًا عن الجبار حلمي بكر والكينج محمد منير.

 

 

 

مساحة إعلانية