مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي
هل يمكن أن تفتح الدولة ملف الاحتراف في الإدارة الرياضية لتستقبل مسئولين رياضيين أوروبيين أو حتى آسيويين أو من أي من الأمريكيتين لإدارة ملف الكرة الذي يزداد فشله يومًا بعد يوم؟
الأزمة هنا أن الفشل يتراكم، وبعض الأندية تُظلم مرارًا وتكرارًا، ولا أحد يستجيب.
مؤامرة إفشال الحكام
ربما لدينا تجربة يُمكن القياس عليها، وهي الاستعانة برئيس أجنبي للجنة الحكام، وكانت البداية بتعيين الإنجليزي مارك كلاتينبرج، الرئيس السابق للجنة الحكام، والذي رحل بشكل مفاجئ.
وكان التعاقد مع "كلاتنبرج" بسبب أزمات عدة للحكام واتهامات بالمجاملة، وحدوث أخطاء كثيرة ولم يستطع أي رئيس لجنة حكام مصري أن يفرض الانضباط على اللجنة، فمن هنا جاءت فكرة استقدام رئيس لجنة حكام أجنبي والذي أعاد شيء من الانضباط وكان لديه مشروع قد ظهرت ملامحه بالفعل، لكن الرجل تم محاربته ليعلن بشكل مفاجئ الرحيل، وحدثت بعض الأزمات في رحيله والذي كان بسبب التطاول عليه من بعض القنوات المحسوبة على الوسط الرياضي.
ورفض العديد من الحكام المصريين السابقين تواجد كلاتنبرج، وقال أحدهم في مداخلة هاتفية بأحد البرامج، إنه يرفض العمل تحت "كلاتنبرج"، رغم أن هذا المسئول ذاته شهدت اللجنة في عهده كوارث تحكيمية.
بعد رحيل "كلاتنبرج" وإغلاق ملفه تم التعاقد مع رئيس لجنة حكام آخر وهو البرتغالي فيتور بيريرا، الذي قاد اللجنة بشكل جيد مقارنة بأي رئيس لجنة حكام آخر.
الأزمة أن هناك حاليًا من يريد رحيل بيريرا، ويضع العراقيل له، وهناك مسئولون في اتحاد الكرة حاولوا فرض لجنة معينة للعمل مع بيريرا، وهو ما رفضه البرتغالي، وطالب بأسماء معينة منها تامر دري وأسماء أخرى، لكن هناك مسئول في اتحاد الكرة حاول فرض اسم مثل توفيق السيد عليه، وهو ما رفضه، وسبق أن رفض كلاتنبرج الرئيس السابق للجنة الحكام فرض معاونين يتدخلون في اختياراته لحكام المباريات عليه.
اتحاد الكرة الآن في مفترق طرق إما أن يعطي لبيريرا الحرية كاملة في الاختيار ويُحاسب على اختياراته، أو يظل مسلسل العبث مستمرًا.
مسئول بـ100 وش
العجيب أن أعضاء اتحاد الكرة لديهم برامج تلفزيونية يخرجون فيها ليطالبوا اتحاد الكرة الذين هم أعضائه بمطالب ثم يذهبون في صباح اليوم التالي وقد نسوا أنهم طالبوا أنفسهم من قبل بمطالب.
من هذه الأمثلة على سبيل المثال وليس الحصر، إيهاب الكومي الإعلامي وعضو اتحاد الكرة، إذ خرج "الكومي" وطالب مسؤولي الاتحاد بإعلان لوائح واضحة للعقوبات قبل انطلاق الموسم الجديد 2023-2024.
وقال الكومي، عبر برنامجه على قناة "صدى البلد": "أطالب اتحاد الكرة بالإعلان عن لوائح العقوبات بشكل واضح في مؤتمر صحفي قبل بداية الموسم الجديد".
وأضاف "يجب أن تشمل اللوائح توضيح لحالات بعينها والعقوبات المفروضة، كي لا يصطاد أحد في الماء العكر، ويوجه الاتهامات للمسؤولين بالانتماء لنادٍ على حساب آخر".
وأوضح عضو مجلس اتحاد الكرة "هذه أمور سهلة، لكن على اتحاد الكرة سرعة اتخاذ القرار".ومن المنتظر أن ينطلق الموسم الجديد من الدوري المصري سبتمبر المقبل، علمًا بأن رابطة الأندية لم تحدد موعدًا محددًا لضربة البداية.
ماذا لو تذكر إيهاب الكومي أنه عضوًا في الأساس في اتحاد الكرة وقالهم في الاتحاد وليس أمام الشاشات وطالب بتنفيذهم وتمسك بهم بدلًا من الخطاب الإعلامي الذي لا يستهدف إلا صورته.
رئيس لجنة مسابقات أجنبي
منذ ما يزيد على الـ20 عامًا لا يتذكر الوسط الرياضي سوى اسمين فقط في إدارة لجنة المسابقات وهما مازن مرزوق وعامر حسين، وكلاهما توجه لهما الاتهامات بمجاملة الأندية بعد تأجيل مباريات لها.
وبعيدًا عن تخبط التنظيم ومواعيد المباريات ماذا لو تم الاستعانة برئيس لجنة مسابقات أجنبي على غرار لجنة الحكام، ويعرف هذا المسئول مواعيد بداية الدوري ونهايته، ويكون معه جدول المباريات الإفريقية للفرق المشاركة في دوري أبطال إفريقيا والكونفيدرالية، ويضع الجدول الذي لا يكون قابلًا للمساس به أبدًا مهما كانت الظروف، ولتكن هذه مرحلة انتقالية لـ3 أو 5 سنوات وبعد ذلك ننظر في فكرة تولي اللجنة لمسئول مصري مرة أخرى.
ولولا أن هناك لائحة تحكم اتحاد الكرة واختيارات مسئوليه للانتخابات والترشح لها لطالبنا بأن يكون اتحادنا من المحترفين، حتى لا يزداد تأخرنا عن اتحادات انطلقت بسرعة الصاروخ ونحن لا نزال نفتش في النفوس ونتهم هذا بالانتماء للفانلة البيضاء وآخر للحمراء.. في النهاية الحل في المحترفين لكن في الإدارة.