مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي
على مدار سنوات كنت أبحث عن سببٍ يجعل الإنسان مطبعًا مع الكيان الصهيوني، وبعد بحثٍ طويل وعصف للذهن أجدني أرُد الأمر مرةً إلى الحماقة، أي أنه لا سبب واضح يجعل إنسانًا عاقلًا ولديه مكامن شعور يُطبع، ويتعامل بطيب نفس وخاطر مع الكيان الصهيوني، ومرة أخرى يكون مرد الأمر إلى الخيانة.
بعض المُطبعين يبررون فعلتهم بأنهم يدعون إلى السلام، ولا يريدون الحرب مجددًا، لكن هل هناك كيان يريد السلام يرتكب مذابح تلو الأخرى.
وقبل ذكر المذابح التي لن يمحوها التاريخ للكيان الصهيوني، خرج علينا الغرب مُدينًا المقاومة، وربما بحسابات المنطق يكون هذا مقبولًا نظرًا لارتباط الغرب بإسرائيل، إذ يراها ظله في قتال العرب بغض النظر عن البيانات الدبلوماسية الباردة، ولا يمكن هنا أن ننسى مقولة الرئيس الأمريكي جو بايدن: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعناها".
لكن العجب كل العجب على المطبعين، ورافضي أعمال المقاومة من نحو إبراهيم عيسى وداليا زيادة التي خرجت في بودكاست لمعهد الأمن القومي الإسرائيلي فأدانت المقاومة ووصفت أعمالها بالإرهاب.
ولدينا تاريخ طويل من المطبعين من نحو المسرحي علي سالم، وأسامة الغزالي حرب الذي خرج يُعدد زياراته غلى إسرائيل، ويتحفنا بأسئلة من نحو: من المُتسبب في عدم حل القضية الفلسطينية حتى الآن؟، وكلها أسئلة تصيب بالقيء.
هؤلاء المطبعون ومنهم إبراهيم عيسى وداليا زيادة هل يُمكن الآن أن ننتظر منهم نظرة تعاطف مع شهداء غزة.
التعاطف الذي يُبدونه مع الكيان الصهيوني القاتل، إذا كان من دون مصلحة وعن وجهة نظر صائبة فهل هو التعاطف نفسه مع ضحايا المجازر التي ارتكبها الكيان على مدار التاريخ، وليغفر لنا التاريخ طرح التساؤل في صيغة المساواة من الضحية والجاني.
قائمة المجازر:
مذبحة بلدة الشيخ: اقتحمت عصابات الهاجناه، في 31 ديسمبر 1947، قرية بلدة الشيخ «يطلق عليها اليوم اسم تل جنان» ولاحقت المواطنين العزل، وبلغت حصيلة المذبحة نحو 600 شهيد وجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية.
مجزرة دير ياسين: ارتكبتها جماعتا أرجون وشتيرن عام 1948في قرية دير ياسين الواقعة غرب مدينة القدس. وراح ضحيتها حوالى 250 ضحية أغلبهم من كبار السن، الأطفال والنساء.
مجزرة قرية الطنطورة: هاجم جيش الاحتلال عام 1948 قريةَ طنطورة الواقعة جنوب مدينة وأطلقوا النيران لعدة ساعات وسقط أكثر من 200 شهيد، وأقيمت على أنقاض قرية الطنطورة مستوطنة نحشوليم 1948، وفي عام 1949 أُقيمت مستعمرة أخرى هي مستعمرة موشاف دور على الجزء المتبقي من أراضي القرية.
مجزرة كفر قاسم: استشهد العشرات عام 1949 من أهالي القرية على يد جنود من حرس الحدود بناء على أوامر من قيادة الجيش الإسرائيلي التي فرضت حظراً مفاجئاً للتجول على الأهالي، بمَن فيهم العائدون إلى بيوتهم من أعمالهم الذين لم يكن بمقدورهم أن يعلموا ببدء سريان الحظر.
وقعت المذبحة في نهار بدء العدوان الثلاثي على مصر، 29 أكتوبر 1956، واستشهد 49 فلسطينيًا خلال ساعة واحدة فقط.
مذبحة اللد: راح ضحيتها أكثر من 400 فلسطيني عام 1948.
مذبحة خان يونس: نفّذ جيش الاحتلال مذبحة ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيًّا. وبعدها بـ9 أيام استشهد 275 فلسطينيا من المدنيين في نفس المخيم، كما قُتل في نفس اليوم أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين.
مذبحة الأقصى الأولى: حدثت في مسجد الأقصى بمدينة القدس الموافق 8 أكتوبر من عام 1990، قبل صلاة الظهر، فقد حاول متطرفون من جماعة أمناء جبل الهيكل بالدخول إلى المسجد الأقصى مما تسبب في اشتباكات تدخل فيها الجيش الإسرائيلي وأطلق النيران في ساحات المسجد. تم قتل 21 فلسطينيا وإصابة أكثر من 150.
مذبحة الحرم الإبراهيمي: وقعت عام 1994 ونفذها طبيب إسرائيلي متطرف، يُدعى باروخ جولدشتاين أو باروخ جولدستين، وأطلق الرصاص على المصلين في صلاة الفجر بالحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة في شهر رمضان وقتل 29 مصليا فلسطينيا وجرح 150 آخرين.
مجزرة جنين: عملية توغل لجيش الاحتلال في جنين استمرت لمدة 10 أيام، واستشهد فيها 59 فلسطينيًا.
مجزرة مخيم صبرا وشاتيلا: وقعت عام 1982 واستمرت 3 أيام، إذ بدأت في 16 سبتمبر وانتهت في 19 من نفس الشهر، وقامت مليشيات لبنانية برفقة الجيش الإسرائيلي بعمليات قتل جماعية في مخيم صبرا وشاتيلا الواقع في لبنان راح ضحيتها حوالى 1300 فلسطينيًا ولبنانيًا.
مذبحة مصنع أبو زعبل: وقعت في فبراير 1970، غذ قصف سلاح الجو الإسرائيلي قرية أبو زعبل المصرية واستهدف مصنعا قتل فيه 70 عاملا مصريا وجرح أكثر من 69 آخرين كما دُمّر المصنع عن آخره.
مجزرة بحر البقر أبريل 1970: قصفت طائرات إسرائيلية مدرسة بحر البقر في 8 أبريل 1970 في محافظة الشرقية وأدى القصف إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة بالكامل.
وخلال القصف الأخير على غزة، بعد عملية طوفان الأقصى، ارتكب الاحتلال العديد من المجازر منها
مستشفى المعمداني وشهد سقوط 500 شهيد
مجزة مخيم جباليا و500 شهيد أيضًا
محيط مستشفى القدس
وأكثر من 10 آلاف شهيد في قصف غزة وتوقف 80% من المستشفيات عن العمل.
إذا كانت هذه المجازر لا تملأ عيون المطبعين الفارغة وسيظلون يصفون المقاومة بالإرهاب، فأنتم أيضًا بنفس الفكر ترون في حرب الاستنزاف إرهابًا، وأن جميلة بوحيرد متمردة وليست مقاومة وغيرها في قائمة تطول بطول التاريخ.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
