مساحة إعلانية
هل ينقص فاقوس شيئاً لتخطو خطوة جريئة مثل الصالحية الجديدة؟ هل تنتظر كارثة حتى تفيق من غفلتها وتدرك أن التوك توك ـ رغم أهميته ـ بات خطراً يهدد الأمن والنظام والسكينة؟
في مدينتنا، بات عدد التكاتك يفوق عدد البشر، مشهد عبثي لا يمكن لعاقل أن يتجاهله. وسيلة مواصلات أصبحت جزءاً من الحياة اليومية، لكنها في الوقت ذاته تحوّلت إلى وسيلة تهديد وخوف وهروب من القانون، والسبب؟ غياب الترقيم
في ظل فوضى بلا ضوابط، صار التوك توك ملاذاً للمجهولين، ومركبة مفتوحة على الاحتمالات كلها. لا لوحة تُعرِّف بالسائق، ولا رقم يُحتكم إليه، ولا جهة تراقب وتتابع. ركبت ابنك أو زوجتك التوك توك؟ لا تعرف من يقود، ولا إلى أين يأخذهم، وإن حدث مكروه ـ لا قدر الله ـ فابحث عن "إبرة" في "كُوم قش"
كم من أم خرجت تبحث عن طفلها الذي تأخر في طريق العودة، ولا وسيلة للوصول إليه، لأنها لا تملك رقم التوك توك؟! وكم من فتاة رُوِّعت في طريقها بسبب سائق متهور، ولم تجد وسيلة للإبلاغ؟
هذه ليست قصصاً خيالية، بل واقعاً يومياً يعيشه الناس في شوارع فاقوس، بصمت وخوف وعجز
لكن لحظة... هل الحل مستحيل؟
الصالحية الجديدة قالت كلمتها: ترقيم إجباري للتكاتك. خطوة حضارية بسيطة، لكنها شديدة التأثير. من الآن، كل مركبة لها رقم، وكل سائق له هوية. المواطن أصبح قادراً أن يقول: "ركبت التوك توك رقم كذا"، والجهات المختصة تستطيع أن تتعقّب وتُحاسب وتردع
أما عن الأجرة... فحدث ولا حرج !
كل سائق يفرض السعر الذي يحلو له، ولا رقيب ولا ضابط. المواطن لا يعرف كم الأجرة، ولا على أي أساس تُحسب. والمحصّلة؟ استغلال يومي، وشكاوى لا تنتهي
الحل واضح: توحيد الأجرة داخل فاقوس وفق تعريفة معلنة، تُحددها الوحدة المحلية ويُعلقها كل سائق داخل التوك توك. تعريفة واضحة تُحترم من الطرفين، وتحفظ كرامة المواطن وحقوق السائق
وفاقوس، التي تضج بالحياة، ألم يحن الوقت أن تُدخِل خدمة السيرفيس؟
لماذا لا يتم تخصيص خطين أو ثلاثة لسيرفيس داخلي، يربط المناطق الحيوية كالموقف والمستشفى العام ومركز الشرطة والإدارة التعليمية؟ عربات صغيرة منتظمة في مواعيدها، بتذكرة ثابتة، تخلق بديلاً حضارياً، وتُخفف العبء عن المواطن، وتقلل الاعتماد على التوك توك الذي يسرح بلا ضابط ولا رابط
لن نبالغ إن قلنا إن هذه الخطوات قد تُغيّر وجه المدينة. ترقيم، تعريفة موحدة، وسيرفيس داخلي... ثلاثية كفيلة بنقل فاقوس من فوضى المواصلات إلى نظام يحترمه المواطن والزائر على حد سواء
السيد المهندس حازم الاشمونى محافظ الشرقيه
فاقوس تضع ملف التكاتك بين يديكم، ليس فقط طلباً في الترقيم والتعريفة وتوفير بدائل، بل استغاثة حقيقية من مدينة لم تعد تحتمل هذا الكم من الفوضى والعشوائية. أبناء فاقوس يستحقون أن يشعروا بالأمان، وأن يجدوا في الدولة يداً حازمة تحفظ النظام، وتصون كرامة المواطن
كلنا أمل في أن يكون لسيادتكم موقف واضح، وقرار حاسم، ينتصر للمصلحة العامة، ويعيد الانضباط إلى الشارع الفاقوسي.