مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمد دياب يكتب:اطفال غزة بين حقائب ممزقة ومستقبل مسروق

2024-10-11 22:57:49 - 
محمد دياب يكتب:اطفال غزة بين حقائب ممزقة ومستقبل مسروق
محمد دياب
منبر

في ظل مشهد العالم المتسارع والاحتفالات بانطلاق الأعوام الدراسية الجديدة في مختلف الدول تظهر غزة كحالة استثنائية محزنة. بينما يستعد الأطفال حول العالم لحمل حقائبهم الجديدة والذهاب إلي مدارسهم بآمال مشرقة في عام دراسي مميز نجد أن أطفال غزة يواجهون واقعا مختلفا تمامًا واقعًا قاسيًا تنعدم فيه مقومات الحياة الأساسية
أطفال غزة الذين نشؤوا في ظل الحروب والحصار المستمر يمشون علي طريق مليء بالركام والدمار حاملين حقائب قديمة ممزقة لا تملؤها الكتب بل الامنيات البسيطة بالحياة. مدارسهم ليست مهيأة كما يجب والأحلام التي يحملونها ليست كأحلام أقرانهم. ربما يتمنون حقائب جديدة أو فصول دراسية أكثر أمانًا لكن الحقيقة الصادمة أنهم يتمنون فقط البقاء علي قيد الحياة
إن مشهد أطفال غزة وهم يتوجهون إلي مدارسهم وسط ركام المنازل المهدمة وصوت القصف في الخلفية هو تجسيد حي لقسوة الواقع. هذه الظروف تجعلنا نعيد التفكير في ما تعنيه الحياة حقًا. فهم رغم كل هذا الألم يستمرون في السعي للتعلم وفي التمسك بحلم ومستقبل أفضل ربما أملًا في كسر دائرة المعاناة التي يعيشونها
الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وصف هذا الشعب بكلمة “شعب الجبارين” وصف يعكس الصمود الأسطوري لهؤلاء الأطفال وأسرهم الذين يتمسكون بالحياة رغم كل شيء. علي الرغم من أن الحياة قد رحلت عنهم أو باتت شبه مستحيلة إلا أن روح المقاومة والتحدي ما زالت حية فيهم
عندما ننظر إلي ما يمر به أطفال غزة يجب أن نتساءل عن مسؤولياتنا كبشر بعيدًا عن السياسات والحسابات الدولية. السياسة قد تفشل في توفير الأمان أو الحقوق الأساسية لهؤلاء الأطفال لكن إنسانيتنا لا يجب أن تفشل. هم بشر مثلنا بل وأكثر استحقاقًا للرعاية والحماية لأنهم الأطفال الأبرياء الذين يتحملون وزر نزاعات لم يختاروها
لننظر في حقائب أطفال العالم المليئة بالألوان والدفاتر والأقلام ولننظر في حقائب أطفال غزة المليئة بالذكريات الأليمة والدموع المكبوتة. ليتنا نتذكر أن الحياة الحقيقية ليست في المدارس أو الدروس بل في الأمان والحرية التي تستحقها كل نفس علي هذه الأرض
فلتذهب السياسه إلي الجحيم فهي لم تُنصف هؤلاء الأطفال. نحن كأفراد ومجتمعات نتحمل مسؤولية رفع الصوت من أجلهم لعل العالم يصحو ويمنحهم الحياة التي يستحقونها
لا يمكننا أن نتجاهل أطفال غزة الذين يعيشون في ظل الموت والدمار المستمر. هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام في إحصائيات الحروب بل هم أحلام معطلة ومستقبل مسلوب. فبينما تمضي السياسة في لعبة المصالح يدفع هؤلاء الأبرياء الثمن الأكبر. حياتهم ليست مجرد تحدٍ يومي للعيش بل هي صرخة للعالم بأسره . إلي متي ستظل الإنسانية صامتة؟ علينا أن نتحرك ألا نصمت وألا نسمح بأن يصبح موت الأطفال ودمار حياتهم مجرد “أمر واقع”.

مساحة إعلانية