مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمود النعيمي يكتب :شنودة الإنموذج الأمثل للمصري الأصيل العريق

2025-09-27 04:21:50 - 
محمود النعيمي يكتب :شنودة الإنموذج الأمثل للمصري الأصيل العريق
محمود النعيمي
منبر

الطالب الكفيف / شنودة الذي يعمل في ورشة حدادة ليعيل أسرته ويسدد مصاريف دراسته هو الإنموذج الأمثل لجينات المصري الأصيل العظيم التي توارثها عبر آلاف السنين والإعوام.. تلك الجينات التي جعلته محافظاً على حدوده التي لم تتغير عبر مئات القرون وظلت كما هي والتي جعلته كذلك متميزاً بثقافته الفريدة بين الأمم وحافظت على طبعه الجميل الظريف المسالم المحب ، هذا الطبع العجيب الذي جعل المصري عبر تاريخه أبعد الشعوب عن الطائفية وعن التحزب والتشيع والتمذهب فيرى بقلبه الحقائق واليقين وليس بعينه فقط كشنودة الذي يتقن عمله بشكل مبهر وهو كفيف لا يرى بعينيه سوى الظلام لكن بقلبه نور لا يوصف ولا يحد
إن الشعب المصري العظيم هو أكثر الشعوب تعايشاً مع الأزمات فيتلقاها بالنكات والضحك ويتقبلها بصدر رحب حتى تنقشع الغمة وهذا ما جعله يؤثِّر في المحتل لا المحتل الذي يؤثر فيه وهو الشعب الوحيد الناجي من مفرمة التغريب في العصر الحديث حيث جعل المحتل يتكلم لغته بينما كل شعوب شمال إفريقيا صارت تتحدث لغة المحتل والمستعمر
أنا لم أر في شنودة الطالب الصغير سوى عظمة المصري ورجولته وشموخه وعليائه وشهامته وكبريائه وسموه وشرفه
الذي يعظم الإستفادة من وقته وما يملك ويبحث عن الحياة في عز الأزمات ولا يلقي باللوم على زمانه أو مكانه أو على عجزه أو حرمانه
إننا نرى بأم أعيننا كل شعوب الدول النفطية ليس فيها من بين أفرادها حرفي أو مهني أو صاحب أي صنعة ، فلم نر فيها كهربائي أو ميكانيكي أو بنا أو نجار أو حداد أو أي شيء بل يعتمدون في هذه المهن أو الحرف على الوافدين وأغلبهم من المصريين فإن دار بهم الزمان وتقلبت بهم حوادث الدهور كما هي سنة الله في الخلق والأزمان جاعوا وهلكوا فليس بين ظهرانيهم من لديه حرفة أو صنعة يعمل بها في بلده أو يفد بها إلى دولة أخرى ليعمل بها كذلك ويساعد بلده وأسرته بتحويلات الخارج
إننا لو غربلنا جميع الدول النفطية الآن لما وجدنا فيها رجلاً كشنودة في عزمه وهمته وصبره وجلده ورجولته وشهامته وعزة نفسه وهنا أنا لا أروج لعمل ذوي الإحتياجات الخاصة في مثل هذه المهن ووجب علينا أن نبحث له بل نكفل له ولمثله حياة كريمة ولكنني نظرت إليها من منظور آخر حيث أن شنودة البطل هذا قبل أن تظهر مشكلته في العلن كافح وصابر وجالد في الحياة ليعيش هو وأسرته حياةً شريفة عفيفة وهذا ما أثار إعجابي وتقديري واحترامي لجينات المصري الأصيل العظيم الذي لا تقهره الظروف ولا تذله بالحوج الأزمات أو حتى النكبات فإن جاءت النوائب بصدرها ونائت عليها بكلكلها يقف أمامها شامخاً كأهرامه التي حيرت الإنس والجان ومسلاته الفرعونية الشامخة في أعالي سماء المجد والخلود والفخر والشرف 

مساحة إعلانية