مساحة إعلانية
وصلني عبر صندوق الرسائل رابط لفيديو لرجل في سوهاج قام بذبح آخر في الشارع وأمام المارة الذين لم يلتفتوا إلى ما حدث، وتبرع أحدهم - وربما غيره فعل ذلك- بتصوير المشهد والرجل غارق في الدماء وهو يسير في الشارع ويسقط ثم يقعد وينظر للناس وإحدى النساء قريبة للمذبوح تصرخ وتستنجد وتهجم على القاتل وهي في حالة هياج فيدفعها فتقترب من الساقط على الأرض وتحضنه ، كل هذا يحدث والعربات تمرق من الشارع والمارة أيضا .
مشهد أستغرق حوالي دقيقة أو يزيد ، تأملت جدا وأنا أشاهده ، وليتني ما شاهدته ، فقد اصبت بحالة من الذهول ،وحاصرني الوجع حصارا مؤلما ، وزنت الأسئلة بداخلي تدور على قدر يغلي : ماذا حدث لنا، لماذا تبلدت مشاعرنا ، من أين أتى بقلب صخري هذا الذي صور وتابع بكاميرا هاتفه هذا الحدث المروع ، أين ذهبت الانسانية ؟؟
أسئلة كثيرة تدور في داخلي والمشهد لا يفارقني ، يلاحقني كشاشة سينما متنقلة ،حاولت النوم والاسترخاء في الظهيرة فأبى الحادث المؤلم أن يتركني ، تراكمت الأوجاع ،والأحداث التي تدور حولنا في كل مكان من قتل ودمار وتشريد ، لماذا يحدث كل هذا؟ .
قال النائم بداخلي يحاول أن يهدأ من روعي: هكذا الحياة يا صديقي ، منذ أن طمع قابيل في أخيه هابيل ،وقتله .
لا راحة في هذه الحياة ، والإنسانية بمفهومها اليوتيوبي لن تجدها في الأرض، فمنذ أن هبط آدم وحواء على الأرض ،والأبناء في صراع ،وستظل الثنائية الخير والشر في صراع دائم إلى ما شاء الله .
نظرت للنائم داخلي بحزن وأنا أهمس : ولكن أين الإنسانية ، فكيف يستطيع إنسان أن يذبح مثيله كما تذبح الشاه ،لا سيدي إن هناك خللا ما ، فمعظمنا عندما يشاهد قطه تدهسها عربة ، أو كلب يعذبه طفل يشعر بالألم وتتحرك مشاعره تجاه ما يحدث فما بالك بالإنسان