مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمود رمضان الطهطاوي يكتب:في مديح المحبة (الصامت الذي انفجر)

2024-07-12 11:01 PM - 
محمود رمضان الطهطاوي يكتب:في مديح المحبة (الصامت الذي انفجر)
محمود رمضان الطهطاوي
منبر

في مساء يوم الثاني والعشرين من رمضان سنة 1381هـ، الموافق ميلاديا السابع والعشرين من سنة 1962، كانت نسوة الدار- حسب رواية الأم – يتقرفصن حول سرير الأم الحديدي والتي تكتم أوجاع المخاض بعد أن تناولن إفطارهن في صحن الدار ، هرولن إليها في انتظار المولود القادم، بعد أن علمن من الست « سعادة « كبيرة الدار أن الله سيفرجها علي الدار بمولود جديد بدأت بشائره تهل قبل آذان المغرب،وبعد آذان العشاء وذهاب الرجال للمسجد لصلاة العشاء والتراويح، بدأ المولود يطل برأسه للدنيا ويخرج من رحم الأم، وما إن سحبته القابلة ، حتي ساد صمت رهيب من كل الجالسين، فلم يصرخ الطفل كعادة الأطفال وهم يطلون علي الدنيا للمرة الأولي ،وكأنهم يعبرون عن حضورهم، قامت الست « سعادة « المقرفصة بجوار السرير الحديدي وأمسكت الولد من القابلة ، ومالت برأسها علي صدرها، ثم ناولته للقابلة لتكمل مهمتها، ورمقت الحضور بنظرة فرحة وهي تبشرهم : «الولد حلو وزي الفل ونبضه عال العال «. أطلقت إحداهن زغرودة جلجلت المكان. وأخذت الأم ابنها وألقمته ثديها وسط هرج ومرج نسوة الدار، وجلس الرجال في فسحاية الدار يباركون للريس رمضان ابنه الثاني بعد محمد، وسماه محمود . وظلت الأم في جلسات المحبة، عندما تجد هذا المحمود منزويا كعادته بعيدا عن أخوته الأربعة وبنات الدار الكثر، تهمس وهي تفرش الكون بابتسامتها : من يومه صامت وساكت حتي يوم ماولد نزل ساكت ياعين أمه « .
ينظر لها وينغمس في الكتاب أو المجلة أو بعض الورقيات ..  التي بين يديه ويغيب عن الكون وما فيه .

مساحة إعلانية