مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
نعيش عصر الصورة المتحركة ، الفضاء الإلكتروني مزدحم بالمنصات التي تزاحم الكلمة المكتوبة بتلك المقاطع المتحركة التي تصارع وتحاول بكل الطرق إثبات وجودها، ومع ذلك قليل من توقف أمام الصورة وما فعلته بالكلمة المكتوبة عموما .. فواقع الحال يشير إلي أن للصورة المتحركة ( الفيديو) دورها الكبير في إزاحة الكلمة المكتوبة والترويج الدعائي لقلة علي حساب المجموع .. فظهر في سماء الإبداع أسماء لانقلل من موهبتها .. ولكن تلك النجومية التي ظهرت فجأة و تحولت إلي أسطورة علي حساب كتاب وأدباء وشعراء لهم ثقلهم ، وضع الجميع في مأزق .. فيكفي مسابقة في الفضاء الرحب لصناعة نجم يشار له بالبنان ويطلق عليه مسميات لم يحصل عليها أكبر الكتاب في وطننا العربي.. ويتحول لرمز عند الشباب والعامة .. والأمثلة كثيرة لا داعي لسردها سواء في مجال الشعر أو الغناء .. الخ
إن الإعلام الذي من المفترض أن يقدم لنا الصورة الواقعية للأدب .. ويساعد علي إظهار المواهب الحقيقة ، ويبرز الوجوه المبدعة في وطننا العربي ، بات مضللا بقوة ، ويقدم لنا النموذج الذي يصنعه هو ، والذي يريده هو ، علي حساب الإبداع الحقيقي . نحن في حاجة ماسة لقنوات ثقافية .. تقدم برامج فاعلة وجماهيرية .. تبرز الوجه الحقيقي للإبداع .. سواء كان قصة أو رواية أو شعر ،أو غناء ..الخ .
وتترك الحكم للمتابع هو الذي يحكم .. وهو الذي يقرر من يكون نجم الشعر العربي ، وأمير الرواية ، وعملاق القصة ، وسلطان الأغنية .. هو وحده الذي يحدد .. فقط أن تقدم هذه القنوات كل المبدعين من مختلف المشارب .. وتعطي فرصا عادلة .. ولاتكتفي وحدها بصناعة نجم علي حساب آخر .. حتي نظهر الصورة الحقيقية للإبداع ولانغبن حق أحد . حقا فالإعلام يستطيع أن يبني ، كما يستطيع أن يهدم .
يبني إذا إمتثل للموضوعية .. ويهدم إذا خرج عن الحياد . نحتاج لإعلام موضوعي يقدم صورة فعلية للحركة الأدبية/ الإبداعية في وطننا العربي ، حتي لا نصنع نجومنا استهلاكية / لحظية ، تؤدي دور بطولي /وقتي ، وتنتهي عندما نصنع نجم آخر .الإبداع بخلاف ذلك ، الإبداع الحقيقي ، حي لا يموت ،ويستمر بعنفوانه وقوته حتي بعد رحيل صاحبه .في مواجهة التفاهة نحتاج لمزيد من العمل المؤسسي الجاد .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
